الوقوف أمام رحيل بعض الرجال كغازي القصيبي برثاء عابر ومتواضع كالقصيدة التي بين يدي قارئها ظلم كبير لهم ولعطائهم. كما أن الوقوف على الحياد دون تسجيل موقف يكون بحجم حضورهم في العالم والذاكرة ظلم أكبر للنفس والأجيال التي عرفتهم أو ستعرفهم لاحقا. رحمك الله يا غازي القصيبي إنسانا ومبدعا وقياديا تعلمنا منه كيف نكون بمستوى الكلمة والرسالة الإنسانية العظيمة وحب الوطن والعطاء له بلا حدود، لقد كنت بحق أحد السعوديين الذين ترجموا رؤى التطوير والتقدم تحت ظل القيادة الحكيمة في المملكة. نعد روحك الباقية فينا ومعنا أن نحافظ عليها ونحفظها.. كبيرة فينا كما كنت فينا ومعنا كبيرا. وداع الشعر أكتب يا حبيبي وداع الشعر يا غازي القصيبي وداع الحزن لا دمع بعيني به أبكيك بل دمع بقلبي يطالعني نخيلك صوت ذكرى تبعثرني على وجه التراب أفر إليك منها دون وعي على أمل فيوقظني نحيبي ولا الصرخات تسعفني وصالا ولا البيداء ترحم بي لهيبي أنا طفل تمادى بي اشتياقي إلى الأحبابِ والشكوى نصيبي سئمت الهم من تيه الفيافي وأتعبني الحنين مع السراب أنادي في «هفوف» الفجر دنيا من الإشراق يا دنيا أجيبي أنادي كاتب الإنسان فينا أنادي يا أبي غازي القصيبي * * * * * أيا موعود مغفرة سقانا بكأس الحب من كرم الصحاب قصيدك في «رياض الدين» شمس تطل من النبوة والكتاب وطيبك طيب يثرب في خمار تبدى شاعرا تحت الحجاب رهنت الأصغرين به سموا عظيما في السؤال وفي الجواب وصنت السرد راوية تلاها بك الوجدان من أمس الذهاب وكنت وزير إصلاح تعالى عن الآثام في نهج الصواب رهنت الأصغرين بكل حب لأرض الله فاهنأ بالثواب * * * * * صديق الحرف هبني منك بيتا من التعبير ينسيني اغترابي وألهمني بصحو الموت كونا من الإبداع كي أحكي عذابي رماك الحاسدون بنار حقد وما للنار إحراق السحاب وكان الله حسبك دون يأس عبرت به ولا وهن اكتئاب فقدنا فيك ما قامت عليه جبال الحب شامخة القباب فسامحنا كبير القلب إنا نخاف الله في يوم الحسابِ * * * * * كبار الشعر هاتوا لي شعورا عن الأحزان يهديني لما بي وألقوني لأسعى فوق طور من الأحلام مع شفق الغياب أنا يوم اتكى موسى عصاه عرفت كهولتي قبل الشباب وفي غازي قرأت الوحي سطرا من الإلهام يفتح ألف باب ولا أدري بتفسير انطباعي ولم أعلم بتأويلِ الكتاب كبار الشعر أعطوني كبيرا لهذا العصر من بعد القصيبي * شاعر سوري صحافي مقيم في الكويت