مشاكل وخلافات يفتعلها بعض الصائمين من المدخنين خلال نهار رمضان، تاثرا بانقطاع (النيكوتين) الذي يؤدي التوقف عن تعاطيه إلى شد في الأعصاب وضجر في المزاج العام، غالبا ما يظهر في المنزل وعلى الزوجات اللواتي يتعرض بعضهن للطلاق خلال الفترة، التي ينهار فيها صبر المدخن عن التبغ. تقول مها من تبوك: طلقت من زوجي الذي أحببته خلال رمضان وأثناء صيامه وذلك بسبب التدخين. وأضافت: خلال نهار رمضان كان زوجي سابقا يعاني من شد عصبي لا يحتمل لتوقفه عن التدخين. وفضلت عائدة قضاء شهر رمضان الماضي في منزل أسرتها، بعدما كاد امتناع زوجها عن التدخين يقضي على حياتها الزوجية بالطلاق. وتقول «استمر زواجنا ثلاثة أعوام لكن مع دخول شهر رمضان الماضي، بدأت الخلافات بيني وبين زوجي في الازدياد ووصلت إلى الطلاق لولا أنني فضلت قضاء بقية أيام الشهر في منزل أسرتي». تقول أم عبدالعزيز: أحاول أن اتجاهل زوجي المدخن وأن لا أرد على تعليقاته المستفزة خلال فترة الصيام، خصوصا أنه بمجرد أن يفطر ويدخن يصبح شخصا آخر غير ذلك العصبي والمشدود خلال فترة النهار. ندى تقول «بمجرد أن يعود زوجي من عمله يدخل إلى المطبخ، ويبدأ في إلقاء الأوامر والتساؤلات الغريبة التي لا يهتم بها في غير رمضان، كتلك المتعلقة بالطبخ وإعداده». وتقول إيمان: يجب أن نعترف أولا أن المدخن إنسان مسلوب الإرادة خاصة إذا ادعى أنه لا يستطيع التخلص من تلك العادة وسلبيات ذلك الإدمان وتزداد عند هؤلاء الأشخاص أثناء شهر الصوم، فبدلا من مشاعر الخشوع والتراحم والحب نجد عندهم العصبية والسلوك العدواني العصبي ومن الطبيعي أن تنتقل هذه الحالة إلى داخل منزل الحياة الزوجية، فتشتعل الخلافات بين الزوجين لأتفه الأسباب والسخيف أن يكون السبب هو السيجارة أو الشيشة، وأضافت الإنسان السوي والطبيعي يتحكم في سلوكياته ولا يسمح بأن تسيطر عليه عادة سيئة مثل إدمان السيجارة، خاصة إذا كانت سببا مباشرا لفقدانه السيطرة على أعصابه أثناء الامتناع عنها في فترة الصيام والمشكلة هنا ليست اجتماعية فقط، بل صحية أيضا فما ذنب الآخرين الذين لا يدخنون وكذلك الأطفال وهم يستنشقون هواء فاسدا يضر برئاتهم، وفي تصوري أن أي زوج عاقل يجد نفسه سوف يدمر حياته الاجتماعية وعلاقاته العامة بسبب إدمانه للتدخين، فيجب عليه أن يقلع فورا وبعزيمة قوية عن تلك العادة غير الصحية. فحياة الأسرة بروابطها المقدسة لا يجب أن تخضع لعبودية الإدمان مهما كانت الظروف. وتؤكد عضوة هيئة التدريس في قسم الدراسات الاسلامية في جامعة تبوك الدكتورة مريم العيسى، كراهية الطلاق مهما كانت أسبابه ويصبح الأمر أكثر سوءا، عندما يكون إدمان التدخين سببا مباشرا في حدوث وتصاعد الخلافات بين الأزواج. وأضافت: حجم جريمة المدخن تكون عظيمة إذا ما تسببت تلك العادة السيئة في خراب البيوت العامرة وانهيار الكيان الأسري، وللأسف تكثر مثل هذه الحالات في رمضان، عندما يفقد المدخن أعصابه أثناء مناقشاته مع زوجته مثلا ويحتد الحوار لدرجة أن يتهور دون إرادة ويطلقها ويكون السبب مجرد امتناعه ساعات عدة عن التدخين. وقالت: في تصوري أن تلك الظاهرة تنتشر وسط الطبقات غير المتعلمة أو المثقفة بحجة التأثير السلبي الذي يترتب علي تركه للتدخين لفترة معينة، وشهر الصوم لا يجب أن تحدث فيه تلك المشاحنات واهتزاز الأعصاب لأنه شهر الرحمة والمودة والعبادة.