يعد شهر رمضان فرصة مثالية لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين ، إذ بالصيام امتناع عن كل مفسدات الصوم ومن بينها التدخين لساعات طويلة بالنهار مع حرص على التزام المسجد بعد الإفطار لصلاة التراويح وقيام الليل فبذلك يقضي المدخن جل وقته مقاوما وممتنعا لإدمانه على التدخين مما يتيح فرصة للمدخن فرصة إحداث تغيير جذري في نمط حياته ويواصل المحافظة على المكتسبات الهائلة التي وفقه الله إليها في رمضان وأن يجعل فرحة العيد فرحتين فرحة فطره وفرحة إقلاعه عن أحد أشكال الإدمان وهو إدمان التدخين /النيكوتين/. أما المدخن الذي لا يستثمر هذه الفرصة فإنه ينساق في الطبيعة الإدمانية التي يسببها النيكوتين الموجود في السجائر فتسبب له أعراضا إنسحابية شديدة في الصوم أثناء ساعات النهار مثل سرعة الاستثارة والغضب والقلق وقلة التركيز وازدواجية الرؤية وسرعة الانفعال مع نقص التركيز ، وهنا تكمن المشكلة كما يراها استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور عبدالله الضلعان حيث قال // المدخن الصائم يسارع إلى التدخين بعد الإفطار مباشرة لدرجة أن أول ما يفعله بعضهم بمجرد سماع آذان المغرب مباشرة هو إشعال سيجارة / لا حول ولا قوة إلا بالله / ومن بعدها يعود للتدخين بدرجة أكثر شراهة لاستعادة معدلات النيكوتين في الدم لمستواه الطبيعي والتي انخفضت تماما أثناء الصوم //. وأضاف // رغم أن معظم المدخنين يعلمون مدى ضرره على صحتهم ، إلا أن قلة منهم يدركون حقيقته بأنه إدمان وأوكد بصفتي طبيب متخصص أن التدخين إدمان عضوي وليس إدمان عاده فقط ، فالعادة قد تكون مصاحبة للإدمان العضوي ، ولكن الإدمان العضوي هو أساس المشكلة لان السجائر فيها ما يقارب أربعة آلاف مادة كيماوية وكلها سامة ، إحداها النيكوتين الذي يصل إلى الجسم مع كل سيجارة يدخنها المدخن فيحفز مستقبلات معينة في الدماغ فيرفع من معدلات إفراز مركب ألدوبامين في المخ المسئول عن الرضا والسعادة //. وأكد الدكتور الضلعان أن المدخن يصبح مؤهلا بدنيا وروحيا للإقلاع عن التدخين مع قرب انتهاء شهر رمضان حيث يكون ابعد عن التدخين لساعات طويلة واقرب إلى الله كثيرا زمن ثم تكون فرصته كبيرة لإحداث نقلة هائلة في حياته بعيدا عن التدخين والاستمتاع بحياة أفضل بدون تدخين. وبين أن إدمان النيكوتين مثله مثل أي نوع آخر من الإدمان وان المدخنين بحاجة لمساعدة للإقلاع عن التدخين ويشمل ذلك توفير وسائل الدعم لهم من توعية وتقديم المشورة الطبية وسن القوانين التي تساعد على الحد من انتشار التدخين في الأماكن العامة وحتى توفير الأدوية والعقاقير الطبية التي تساعدهم على الإقلاع عن التدخين. ورأى استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن الفرصة مازالت متاحة أمام المدخنين لمواصلة الإقلاع عن إدمان التدخين الذي بدأوه في شهر رمضان شريطة الحصول على المساعدة والدعم الصحيح مشيرا إلى أن المدخن سيلمس العديد من الفوائد بمجرد إقلاعه عن التدخين مباشرة وعلى المدى القريب حيث يتخلص الجسم من آثار غاز أول أكسيد الكربون ويبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم بالعودة إلى حالتهما الطبيعية تدريجيا ، وفي غضون أيام تتحسن حاسة الشم والتذوق أما على المدى البعيد فان التوقف عن التدخين يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة بشكل اكبر بإذن الله تعالى وبعد عشر سنوات من الإقلاع عن التدخين تنخفض فرصة الوفاة بسرطان الرئة بنسبة 30 إلى 50 بالمائة لدى من نجح في الإقلاع عن التدخين مقارنة بمن لايزالون مدمنين على التدخين. فيشعر المدخن بالراحة والانتشاء نتيجة ذلك ، ولهذا فإنني أدرك مدى صعوبة الإقلاع عن التدخين بدون دعم ومساعدة المدخن. // يتبع // 1607 ت م