سجلت عيادة مكافحة التدخين في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، انخفاضاً في أعداد المراجعين والراغبين في ترك التدخين. فيما ذكر مدير العيادة الدكتور محمد المقهوي، أن «ساعات الصيام في شهر رمضان، تثبت للمدخنين قدرتهم على ترك التدخين». وقال: «إن العيادة تستقبل في المتوسط نحو مئة شخص، بين مراجع وراغب في ترك التدخين»، مضيفاً أن «النسبة تختلف من شهر إلى آخر، ارتفاعاً وانخفاضاً. إلا أن المعدل لا ينطبق على شهر رمضان، إذ ينخفض الإقبال كثيراً، سواء من المراجعين أو الراغبين في ترك التدخين من الجدد». وبرر المقهوي، قلة الإقبال في رمضان بأن «غالبية المدخنين لا يجدون وقتاً للمراجعة، بسبب انشغالهم بالشهر الكريم ومتطلباته، وبعضهم يطلب تغيير مواعيده إلى ما بعد رمضان». ورأى أن «وقت الصيام من الأوقات التحولية في حياة المدخن. وفيما يشك مدخنون في قدرتهم على ترك السيجارة ساعة أو ساعتين، فإن رمضان يثبت لهم خلاف ذلك، فهم ينقطعون عن التدخين طوال النهار، ما يخلق قناعة لديهم بقدرتهم على تركه». وينعكس الانقطاع عن التدخين في رمضان على سرعة استجابة الراغبين في مواصلة تركه بعد رمضان. وذكر أن «بعض الحالات التي تأتي بعد رمضان، لا تحتاج إلى جلسات كثيرة للتخلص من التدخين. ويدخل هؤلاء في برنامج العلاج بالجلسات، إذ يخضع المدخن لما بين ست إلى سبع جلسات، ليقلع عن التدخين. فيما آخرون وبحسب حالهم، يخضعون للعلاج الدوائي، عبر أدوية تساعد على ترك التدخين. وتطول مدة العلاج لتصل إلى شهرين في بعض الأحيان. تحت إشراف الطبيب، لما يتطلبه من صرف أدوية، وتغيير في الإجراءات، حتى يتوقف المريض عن التدخين». وإذا كان مرضى السكري والضغط يتلقون نصائح طبية، ليكونوا قادرين على التعامل مع وضعهم أثناء الصيام، فإن المدخنين لا يتلقون مثل هذه النصائح. وفي الوقت ذاته؛ ينصح المقهوي، المدخنين «بالابتعاد عن الأماكن التي تثير شهية التدخين لديهم، لأن رغبة التدخين لا تأتي إلا عند وجود مثير، مثل البيئة المحيطة، أو وجود طفاية سجائر أو غيرها. وفي رمضان تختفي هذه المثيرات، «لكن المدخن ما إن يفطر حتى يعود إليها»، ناصحاً ب«خلق بيئة خالية من التدخين»، مضيفاً أن «النيكوتين مزعج، لذلك على المدخن التغلب عليه بالمسكنات، والمشي، والاسترخاء لمن يعاني من التوتر «. يُشار إلى أن السعوديين يستهلكون نحو 40 ألف طن من التبغ سنوياً، بكلفة تتجاوز 12 بليون ريال، وبإنفاق يومي يبلغ 18 مليون ريال، بحسب تقرير «الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في مكةالمكرمة»، الذي أبان أن «الفرد يدخن نحو 2130 سيجارة. وتجاوز عدد الرجال المدخنين ستة ملايين مدخن. وتحتل المملكة المرتبة الرابعة على مستوى دول الخليج من حيث أعداد المدخنين، وال16 على مستوى دول البحر المتوسط».