سيطرت ذكريات النزوح قبل عامين على ذاكرة أهالي قرى الحرث والخوبة لدى وصولهم أمس إلى منازلهم في 122 قرية واقعة خارج الحرم الحدودي. ورصدت «عكاظ» طوال اليومين الماضيين في قرى الحرث والخوبة والخشل عودة النازحين وتجهيزات البعض لمنازلهم استعدادا للعودة ولشهر رمضان، وأشار علي مجرشي ومحمد عياشي وأحمد علي إلى أن الكثير من السكان التقوا بجيرانهم الذين غابوا عنهم سنتين، وأشار المسن علي حمدي إلى أنه حضر بمفرده إلى المنزل لاجترار الذكريات قبل النزوح، مؤكدا أن أسرته ستعود بعد يومين لتعرض منزله لتلفيات تحتاج إلى وقت من أجل إصلاحها وذلك لعدم توافر عمالة تجهز منازلهم. وشهدت أسواق المفروشات والأدوات المنزلية إقبالا كبيرا بسبب تجهيز السكان لمنازلهم، حيث أعاد مئات السكان تأثيث منازلهم وتجهيزها بالكثير من الأدوات الجديدة استعدادا للعودة ورمضان، وقال فراز رشيد عامل مفروشات: كثير من المواطنين حرصوا على تغيير أثاثهم السابق من المفروشات الموكيت والإسفنج. وعبر عدد من أفراد الأسر عن سعادتهم بالعودة لقرى الحرث، وقال جابر علواني إنني أفضل العيش في «عشة» عن البقاء في فلة في المدينة، الطفل محمد غادر القرية وعمره كان لا يتجاوز الأسبوع، محمولا على الأيادي ولكنه عاد أمس وهو يسير على قدميه كغيره من النازحين. حسين فقيهي مدير المراكز الصحية للقطاع الجنوبي أكد أن المراكز الصحية ستفتح أبوابها للسكان اليوم السبت وذلك بعد أن جرى تأمينها بالأدوية.