طرحت من قبل مسألة التواصل بين الكاتب وزملائه، أو بين الكاتب وقرائه ربما يعرفون شيئا عنه، أو قرأوا له عملا ويودون أن يخاطبوه مباشرة لإبداء رأي في الذي قرأوه، ولا بد أن مواقع التواصل على الإنترنت مثل تويتر والفيس بوك، وغيرها، قد أتاحت هذه الفرصة، وجعلت الكاتب مطروحا أمام الجميع، بإبداعه وغير إبداعه، وما على القارئ سوى إرسال رسالة صداقة يستجيب لها الكاتب، وبعد ذلك تتعمق العلاقة. هذا شيء جيد بلا شك، وما كان يرسل عبر البريد التقليدي في الماضي، ويصل أو لا يصل، بات يرسل عبر ضغطة زر، ويتلقاه الكاتب في نفس لحظة إرساله، وقد حرص معظم الكتاب، في جميع أنحاء العالم، الذين تفاعلوا مع الإنترنت، أن ينشئوا صفحات اجتماعية، تصلهم بالقراء، ويعرفون من خلالها آراء الناس في كتابتهم، وربما أخذوا بتلك الآراء في كتابة مستقبلية، ومن ثم ينتج نص يرضي الكاتب وأيضا يرضي قراءه، وفي الوطن العربي، أصبح الفيس بوك هو الناقل الرسمي لذلك التواصل، وتجد فيه كتابا وشعراء ورسامين وسينمائيين من جميع الأجيال، موجودين وجاهزين للصداقة مع كل من يطلب ذلك. لكن ذلك يبدو في وجهة نظري محورا شديد الإنهاك برغم فائدته الكبيرة، ففي أوروبا أو أمريكا، لا تجد كاتبا يتلقى الصداقة ويرد على معجبيه أو منتقديه أبدا، هناك سكرتارية تتابع صفحة المبدع، تتلقى عنه التواصل، وترد بلسانه، وتملك خاصية أن (تفلتر) الرسائل، وتنتقي منها ما لا يشكل إزعاجا، أو كسرا للمسافة التي لا بد أن تكون موجودة بين مبدع منشغل بإبداعه، وقارئ منشغل بالنبش في صفحات المبدعين والسعي إلى صداقتهم افتراضيا، حتى رسائل البريد الإليكتروني، تمر عبر تلك القناة الموظفة، وبالتالي لا يبقى للكاتب سوى كتابته. هنا في عالمنا العربي، لا توجد وظيفة اسمها سكرتارية للكاتب، ولا جهة مساندة تتلقى عنه الرسائل أو المكالمات، ولا يوجد أصلا كاتب يستطيع أن ينجو بإبداعه، وبالتالي لابد من سقوطه تحت حمى التواصل، وتدريجيا يتحول كما قال صديقنا الكاتب الشاب محمد صلاح العزب، من كاتب ذي وهج في نظر الكثيرين، إلى قارئ عادي لرسائلهم، معلقا عليها كما يعلقون على رسائله، وما هي إلا أشهر معدودة ويصبح ذلك المبدع الكبير، مجرد فرد موجود ومتاح، ربما يعبر الآخرون بكتابته على حائط التواصل، ولا يلتفتون إليها، أو إذا التفتوا، يكتبون له شيئا بعيدا تماما عن جمر الإبداع الذي من المفترض أنه هو الذي أنشأ تلك الصداقة بين الكاتب وقرائه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة