لم يختلف المشاركون في مناقشة واقع “الفيس بوك” في الساحة الثقافية والأدبية والفكرية حول جدواه بوصفه نافذة حديثة مفتوحة دون حجب أو حواجز، بما أسهم في تقريب المسافة بين المثقفين والمبدعين من جميع أقطار العالم، مشيرين في ذلك إلى أن ما يحدث فيه من “تفلتات” أحيانًا مرده إلى أنه وسيلة مناط استخدامها بمدى وعي المتعامل معها، شأنها في ذلك شأن كل الوسائط التواصلية الأخرى، عائبين على البعض اتخاذه وسيلة لتلميع ذوات لا حظ لها من الإبداع، مع رغبة ساذجة في الظهور الفج.. مؤكدين كذلك أن استخدامه في مجال الترويج للأعمال الإبداعية أمر محمود ومطلوب متى ما كان المنتج المروج له يستحق ذلك.. هدم الحواجز يستهل الدكتور صالح سعيد الزهراني أستاذ البلاغة بجامعة أم القرى الحديث بالإشارة إلى أن الفيس بوك نافذة من نوافذ الوعي الجديد، وبوابة من بوابة العالم الافتراضي الذي تتيحه شبكة المعلومات الدوليّة. ماضيًا إلى القول: هذه التقنية الحديثة سهلت التواصل، وهدمت الحواجز بين الناس والثقافات، واختصرت الوقت والجهد، والسؤال الجوهري الذي ينبغي التركيز عليه هو فاعلية هذا التواصل، فكثير من التواصل هو تواصل يقف على السطح، يمجد ثقافة المديح، وصناعة الرموز الوهمية، وهناك تواصل على مستوى العمق يجمع مبدعين حقيقيين يثيرون تساؤلات جوهرية، ويناقشون إبداعًا حقيقيًّا. وهذه طبيعة الأشياء، لا ينبغي أن نتصور أن هذا العالم سيكون رمزًا للكمال، لهذا العالم كمالاته ونواقصه، وأعتقد أنه مع الوقت ستتلاشى ثقافة الانبهار وسحر الهالات، وتبقى الحقائق الناصعة. بُعد آخر ويتفق ماجد الغامدي مع الدكتور الزهراني فيما ذهب إليه بوصف الفيس بوك بالنافذة المشتركة، التي تتيح للكاتب أو المثقف على مختلف الميول الالتقاء والتواصل مع مَن يشاركه الاهتمام لإبداء الرأي ومشاركة التفاعل المثمر وهو يخلق فرصة للمثقف لتلمس صدى إنتاجه عن قرب بلا حواجز. مضيفًا: إن كان الكتاب أو المطبوعة تسهم في تشكيل علاقة بدرجةٍ ما بين الكاتب والقارئ المهتم فإن الفيس بوك قد أضاف بُعدًا آخر لهذه العلاقة، إذ يكتمل المشهد لدى القارئ باقترابه من الكاتب حد التلاقي، ومن ثم الإطلاع على موضوعات متعددة وأفكار مضيئة، وكأنك تجلس في حضرة الكاتب، وهذا يشعر القارئ والمتابع بالمزيد من الثقة لإبداء الرأي بكل تجرد والدخول في نقاش متصل بآفاق الموضوع بما يثري جوانب النقاش، كذلك يعطي فرصة أكبر لاختصار الوقت والجهد في البحث عن الموضوعات، التي تهم القارئ بزيارة مثقفين لهم نفس الاهتمام الفكري والأفق الثقافي ولكنه من ناحية أخرى يتيح الفرصة للإطلاع على الكثير من النتاج الثقافي حتى وإن كان خارج إطار البحث، مما قد يغري الفضول الفكري ونهم الإطلاع بالقراءة والتأمل، وهذا دون شك يساهم في زيادة المخزون الثقافي وإن كان يخدم جانب الدعاية والتعريف بالكاتب أو المنتج فهي ناحية إيجابية ليس فقط للمثقف بل للقارئ الذي قد يصادف موضوعًا أو كاتبًا يتلاقي مع اهتماماته المنسيّة. ميزة إيجابية وعلى ذات النسق يمجّد جمعان الكرت نائب رئيس أدبي الباحة الفيس بوك بوصفه أسرع الوسائط الإلكترونية التي تُسهل عملية التواصل بين جميع شرائح المجتمع ومن بينهم شريحة المثقفين، مبديًا رأيه فيما يخص التوجه الدعائي في هذه النافذة بقوله: حين يكون الفيس بوك أسلوبًا دعائيًا فهذا ليس عيبًا؛ بل من وجهة نظري ميزة إيجابية، إذ إن كل منتج أدبي أو علمي يحتاج الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وجاءت هذه الوسيلة الإلكترونية لتحقق هذا الطموح، إلا أنني لا أعني أبدًا الإنتاج الهش والضعيف لمدعي الثقافة ومتسلقي الوهم، فالقارئ أصبح بما يملك من وعي وحصافة التمييز بين الإنتاج الهش والإنتاج الأصيل. الفيس بوك يُعد في نظري منتجًا حضاريًّا، فرضه إيقاع الحياة العصرية التي تدفع بالإنسان أن يتواصل مع غيره في سرعة الفيس التي تتجاوز بطبيعة الحال سرعة البرق. نرجسية وتعالٍ وترى الشاعرة فاطمة الغامدي أن الفيس بوك جعل الجميع يلتفون حول طاولة واحدة، بلا حجب أو حواجز، ويبرز ذلك في قولها: الآن بإمكانك أن تصافح أحدهم بينما هو يزاول الكتابة أو القراءة في مكتبه في مدينة أو بلد آخر. ولكن ما زال العديد منهم لا يرد على رسائل المتواصلين المتزنين أو على تعليقاتهم، ولعله من باب النرجسية ومخالفة الآخرين خاصة وقد ثبت أن كثيرًا ممن كانوا يحتفظون بإنتاجهم داخل الأدراج الحبيسة أكثر إبداعًا وتألقًا ممن لمعوا كثيرًا تحت الشمس. مقر افتراضي ويعد الشاعر محمد الفيفي أن الفيس بوك بالنسبة له أصبح مقر إقامة افتراضية، لما يشكله من همزة وصل بين المبدعين ومنتجي الثقافة ليس فقط على المستوى العربي بل على امتداد الكرة الأرضية، ومن خلاله أمكن تفعيل التواصل والتعاون بين المثقفين العرب، الذي كان قبل الفيس بوك ضربًا من التوق والطموح. وعلى العكس تمامًا فإن جدية الطرح، ذي التأثير الفاعل، تبرز في غالبية ما يعرض عبر هذه النافذة الحيوية من نتاج فكري، أو ما يحيل إليه من فضاءات وقنوات متعددة، لرموز الإبداع العربي التي تشمل عناوين خارطة المعرفة الإنسانية. بين البياض والسواد وتشير الروائية ليلى الأحيدب بقولها: كل وسيلة اتصال سواء أكانت “نتية” أم ورقية لها جانبان من البياض والسواد، ولا يمكن الجزم أن وسيلة ما بيضاء تمامًا والأخرى سوداء! المحك هو في الأشخاص الذين يستخدمونها ويحيلونها إلى فضاء أبيض أو إلى أقبية سوداء، وهذا ينطبق على الفيس بوك باعتباره وسيلة اتصال. وبالنسبة لي أعتبر الفيس بوك نافذة حضارية للتواصل مع الأدباء والمبدعين من الجنسين، وهو وسيلة مباشرة وسهلة، ربطتني بأشخاص رائعين ووثقت صلتي بالكثيرين، وأتاحت لي ولغيري فرصة تبادل الآراء حول موضوعات شتى، وفرصة أكيدة للتقارب وعقد الصلات الجميلة. سذاجة طافحة ويقول الدكتور صالح زياد استاذ النقد بجامعة الملك: سعود الفيس بوك شكل من أشكال الاتصال الحديثة التي أحدثها عالم الشبكة العنكبوتية الهائل. وهو أحد أشكال ما يسمى بالإعلام الجديد الذي وسع إمكانيات الفرد وأحالها إلى إمكانيات مؤسسيَّة في النشر والإخراج والتعليق والاتصال والتجمع والإشهار... إلخ. يمكن أن ننظر إلى الفيس بوك من أكثر من وجهة: فالمختصون في حقل واحد أو ذوو الاهتمام المتشاكل يجدون فرصة لتجمعهم واطلاعهم على ما يهمهم وتعرفهم على بعضهم بعضًا وفي هذا متعة اجتماعية ووظيفة عملية في الوقت نفسه إلى جانب ما يتيحه ذلك من ثقافة وتعلم ومهارات ومنافسة. وللمهتمين بالشأن العام فضاء موات للحوار والتدارس والاتصال... إلخ. أتصور أن البعض في مجتمعاتنا العربية لا يزال ينظر إلى هذه الفضاءات في خانة التسلية وتزجية الوقت، وهناك أعداد من سكان هذا الفضاء يطفحون بذاتية ساذجة في الرغبة في الإعلان عن أنفسهم. لكن هذا وذاك لا يحجبان قطاعًا عريضًا من سكان الفيس بوك يجدون فيه ما يخدم اختصاصهم ويسهم في تحقيق ذواتهم اجتماعيًا. مختتمًا بقوله: ومن دون شك فإن نتائج هذا الفضاء اجتماعيًّا وثقافيًّا تندرج ضمن سياق عالم الاتصالات الحديثة الذي يشبه السحر أو عالم الجن، ولذلك فهي نتائج عميقة وسريعة، وما كانت الثقافة تصنعه في قرون يخيل إلى أنه أصبح في إمكانية أجيال هذا الزمن في عقود، فهل نحن اجتماعيًّا وثقافيًّا مستعدون لهذه النتائج؟! هذا هو السؤال الذي ينبغي أن نأخذ أهبتنا له، فأبناؤنا لن يعيشوا في علم شبيه بما عاشه أجدادهم أو بما عشناه نحن! إطار مشبوه وعلى خلاف الآراء المتفقة حول جدوى الفيس بوك يقول الكاتب الصحافي عبدالرحمن حمياني: أنا غير مقتنع تمامًا بالفيس بوك، للكلام الذي يدور حوله.. وعلى العموم هو مجال للتنفيس عن المشاعر المكبوتة أو التي لم تجد طريقها عبر وسائل الإعلام المعتادة، وأما أنه وسيلة للتواصل فهو بلا شك وسيلة تواصل فاعلة ولكنه ضمن الإطار المشبوه الذي يقال عنه.. فقد أصبح مركز معلومات ضخمًا لكل المشتركين فيه. ألسنة متعددة المخرج المسرحي محمد ربيع الغامدي قال: الفيس بوك أشبه ما يكون بتلك المنتديات التي عرفناها مذ عرفنا الشبكة العنكبوتية، إلا أنه عالمي الانتشار بحكم تعدد ألسنته، وإلى عالميته تلك فهو محايد تمامًا، حيث إن أصحابه ومالكيه ليسوا معك وليسوا ضدك، ثم إن آلية العضوية وتراكيب العلاقة بين الأعضاء تجعل لكل عضو مجاله المغناطيسي المتفاعل مع ثقافته وميوله ومع أهوائه أيضًا. إن المجال المغناطيسي للعضو هو حجر الزاوية في أي محاولة لتقدير حجم تأثر العضو بالفيس بوك ولرصد مدى قرب العضو أو بعده عن مكامن الفائدة في الفيس بوك، على اعتبار أن الفيس بوك يهيئ بيئة مناسبة للتجاذب، ولكن العضو هو من يصنع جاذبيته بما ولما يختاره من المدارات. الفيس بوك بحكم طبيعته كمنتدى دولي يصنع تواصلًا اجتماعيًّا فذًّا، وبحكم حياديته يصنع حرية خلاقة، وبحكم آلية العضوية وترتيبات الصداقة يصنع مجالات أثيرية قادرة على استقطاب كل أنشطة الناس، ومن بينها الأنشطة الثقافية المختلفة، يصنع دوائر كبيرة، في كل دائرة منها دوائر أخرى وفي كل دائرة منها دوائر أخرى وهكذا. مختتمًا بقوله: نعم الفيس بوك يحقق التواصل الاجتماعي في نطاقه العام ويحقق التواصل الثقافي في نطاقاته الخاصة، على مائدة مستديرة تتساوى حولها الأكتاف، حيث يجد المبتدئ مكانه أمام المنتهي، ويجد المغمور مكانه بجوار المشهور، وفي ذلك تثاقف وتداول للأفكار والآراء وعرض للعقول على بعضها. وقت مهدر ويرى الروائي طاهر الزهراني أن الفيس بوك أصبح شبكة اجتماعية مذهلة، وقد لاحظت ذلك في زيارتي لمعرض الكتاب الدولي بالرياض، جمهورًا من الناس يتصافحون يبتسمون على أرض الواقع كانوا قبل ذلك مجرد أيقونات في عالم الفيس بوك الافتراضي، نقلة عظيمة في التوافق والتقارب والتقاطعات وتبادل وتناقل المعلومات والأخبار، من خلال صفحة تعرف الشخص والعناوين والتصرفات والاهتمامات. دون شك فقد ساهمت هذه الشبكة السحرية في تكريس العلاقات بين المثقفين والمثقفات وصقل التجربة الإبداعية، ولا مانع من الترويج للمادة الإبداعية الجيدة. لكن الشيء السلبي في هذه الشبكة الطاغية أنها تسهم في إهدار كثير من الأوقات على حساب القراءة الجادة والكتابة الإبداعية، فصارت ساعات تهدر على محادثات وتعليقات تأخذ ولا تعطي، لهذا أحرص على التواصل مع الأصدقاء، وفي نفس الوقت أجعل لها وقتًا محددًا حتى لا يؤثر ذلك على أشياء ذات أهمية في حياتي منها القراءة والاطلاع والبحث والكتابة. مناخ جديد إحدى كاتبات الفيس بوك ريما الشهري تقول: لا أنكر أن الأكثرية تبحث عن الإشباع الروحي، لكن في اعتقادي سيكون التصفح أكثر فائدة ومتعة بعدما أصبح “الفيس بوك” المناخ الجديد في حياتنا تتلاقح من خلاله الأفكار وتتقارب المشاعر وحتى الهموم، ومرد ذلك إلى أن هذا العالم لا تحكمه قوانين ثابتة أو حتى أعراف، وكل شيء فيه قائم على الحقيقة والمجاز، هو مبتكر ووليد اللحظة فكرة وحضورًا، وإن كانت التجربة لم تنضج بعد وتحتاج إلى جيل قادم وبقوة ليحقق إبداعه كونه بدأ أولى الخطوات بالربط بين أرضه الافتراضية والواقع وحقق ذاته بعيدًا عن أي مقاعد أو حتى أحجام، فبمجرد امتلاكه الأداة يستطيع تسطير إبداعه وفق خططه المعدة مسبقًا، ومن خلال أداة البحث نفسها يختار الجميع ما يناسبه من القائمة. من زاوية أخرى بدأ الجميع يتذمر من التحديثات الجديدة التي تزج بهم دون استئذان داخلها ويرونها اختراقًا للخصوصية وإزعاجًا بالإشعارات والرسائل المتوالية طوال اليوم مما اضطرهم إلى مغادرة المجموعات للخلاص منها. نافذة مهمة الشاعر أحمد قران يقول: لا شك أن المواقع الالكترونية خلقت فضاء مفتوحًا لجميع شرائح المجتمع، استطاعوا من خلالها النفاذ إلى عوالم لم يكونوا ليصلوا إليها لولا هذه المواقع، وقد استطاع المثقف أن يعبر من خلال هذه المواقع إلى مجتمعات ثقافية مختلفة، ويأتي الفيس بوك في مقدمة هذه المواقع من حيث التواصل الثقافي والاجتماعي، فقد استغله كثير من المثقفين في التواصل مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم، وبدأوا يعرّفون بمنتجهم الإبداعي من خلال صفحاتهم على الفيس بوك. إن المتعاطي لهذا الموقع الاجتماعي الكبير يشعر بأنه فضاء مفتوح وأن المثقف يستطيع من خلاله التعريف بمنجزه الثقافي. الفيس بوك بالتأكيد نافذة مهمة للمثقفين ولعطائهم الثقافي. تسمية مجازية وتشير القاصة شيمة الشمري إلى أن إطلاق “صداقة” على العلاقات (الفيس بوكية) تسمية مجازية، وإن كانت هناك روابط من هذا النوع فهي قليلة. مستدركة بقولها: لكن الفيس بوك وسيلة تواصل واتصال ومشاركة بين ذوي الاهتمامات المتشابهة، والمعارف والزملاء، ولا ننكر أنه موقع له فوائد كثيرة إن استخدم بشكل صحيح، فقد جمع المثقفين رجالا ونساء في موقع واحد ليعرفوا أخبار بعضهم البعض، ويتابعوا أخبار الثقافة ونشاطات الزملاء، ثم بإمكانهم التواصل المباشر فيما بينهم، والحصول على كتب ومقالات وروابط تهمهم، ومن مميزاته الأساسية إلغاء المسافات بين المثقفين العرب، حتى كأنهم في قاعة واحدة يكتبون ويناقشون ويطلعون من مشرق العالم ومغربه. نعم هناك من يستغل الموقع بشكل سيئ ولكنهم قلة والإنسان المثقف الواعي يختار الأسماء التي يعتز بها ويرغب في التعامل معها والإفادة منها. الأديب الحقيقي له بصمته في أي موقع أو منتدى أو ملتقى وهو عبر هذا الموقع ينشر أدبه ويتفاعل مع غيره لإثراء حصيلته الثقافية وتطوير ذاته، وعندما نتكلم عن كون الموقع دعاية فهو دعاية حقيقة للكتاب وغير الكتاب، من هم أهل لذلك ومن هم دون، لكن يبقى الجيد فهو من يفرض نفسه في أي مكان كان واقعي أو افتراضي. وتصف الكاتبة والشاعرة حليمة مظفر الفيس بوك بال “دولة» التي استطاعت أن تجمع المثقفين والمثقفات من مختلف الأطياف ليس على مستوى المحلي بل على مستوى الوطن العربي ومن مختلف الدول في أنحاء العالم. ماضية إلى القول: من خلال صفحتي على الفيس بوك استطاع كثير من زملاء الأدب والإعلام أن يتواصلوا معي من خارج الحدود ممن لم يكونوا يعرفون بريدي أو عنواني قبل ذلك؛ فلهذا الفيس بوك سهّل كثيرًا من عملية التواصل الثقافي والفكري وتبادل الأفكار والتجارب؛ وليس هذا إلا من المثقفين والمثقفات الذين يستخدمونه من أجل إثراء التجربة الثقافية مع الآخر، حقًّا هناك من يهدف لذلك بل يهدف لمجرد الترويج الذاتي، وهذا أمر يخص صاحب التجربة إن كان مهتمًا بتسويق تجربته أو مهتمًا بتسويق ذاته فحسب والحكم للآخرين ممن سيتواصلون معه؛ أما فيما يخص إن كان مجرد للدعاية والإعلان لأعمالهم ونتاجهم الأدبي والإبداعي فمن حق المثقفين والمثقفات أن يمارسوا هذا في ظل توجه سوق الإعلان الفضائي والصحافي إلى السلع الاستهلاكية فقط دون اهتمام بالسلعة الثقافية التي تستثمر في العقل والوعي الإنساني.