يضع أهالي قرى الحرجة والحصن وجبجب في منطقة جازان أياديهم على صدورهم؛ خوفا من السيول العارمة، خصوصا بعد أن قررت لجنة من محافظة ضمد شق قناة لجلب الماء من السيول لسقيا أراض زراعية تخترق القرى الثلاث. وتقدم شيخ وأعيان وأهالي القرى الثلاث بشكوى إلى محافظ ضمد يعترضون فيه على شق القناة، مؤكدين في شكواهم أن المشروع سيفصل بين هذه القرى وسيشكل خطرا على السكان وممتلكاتهم. من جانبه، أوضح شيخ الحرجة أحمد أبودية في الشكوى أن التوجيهات السامية والكريمة تؤكد عدم تحويل مجاري الأودية إلى الأحياء السكنية، مؤكدا أن قناة تصريف المياه لسقيا المزارع عبر الحرجة والحصن وجبجب ستهدد أكثر من عشرة آلاف نسمة. تصميم على التنفيذ وأضاف أبودية أن الموقع الذي اختير من قبل اللجنة يشكل خطرا على مواطني ومساكن هذه القرى، إلا أن اللجنة مصممة على تنفيذ القناة في هذا الموقع، مؤكدا أنه يحمل اللجنة المسؤولية الكاملة إذا حدث أي مكروه لهذه القرى وكان من المفروض استشارة أصحاب الخبرة في مجاري السيول والمزارعين عن موقع تنفيذها والموقع المناسب، ولكن حسب قوله إن قرار التنفيذ من قبل اللجنة لا يخدم الحقول، إنما يشكل خطرا على الجميع. وأضاف أبودية بأن جميع الأهالي يعترضون على تنفيذ القناة مطالبين بتغيير موقعها. وأجمع كل من أحمد ومحمد بهكلي وحسن الحازمي ومحمد حمود الحازمي من مواطني هذه القرى أن الجميع يعترض على تنفيذ القناة ويطالبون بتشكيل لجنة محايدة للوقوف على الطبيعة ورفع الأمر للجهات المختصة، وكلنا أمل في رفع الضرر عن مواطني هذه القرى قبل حدوثه. خطر داهم وفي السياق ذاته، قال كل من أحمد زين وسلام الجريبي إن القناة ستشكل خطرا على أبناء الحرجة والحصن وجبجب، وإذا تم تنفيذها فإنها ستفصل بين ثلاث مدارس؛ ابتدائي ومتوسط وثانوي يصل عدد الدارسين فيها ما يقارب 1000 طالب، ويتساءلون: هل من المعقول تعريض جميع أهالي القرى الثلاث للخطر؛ وذلك بسد وادٍ بعرض كيلوين وتحويل مسار السيول إلى القرى الثلاث بمجرى عرضه 30 مترا. وأضافوا بأن اللجنة التي قررت شق القناة تنقصها الخبرة والدراية بمجاري وقوة السيول المنقولة عبر وادي ضمد المعروف بسيوله العارمة. كما تحدث حسن الشيخ وابراهيم زكري عن خطورة تنفيذ القناة وذكر أنه إذا لم تتراجع عن قرارها فستشكل خطرا على سكان القرى الثلاث. تحويل القناة واقترح المواطن حسن حبيبي تحويل القناة إلى شرقي قرية الحصن باتجاه الجنوب، ثم تحول الأرض المراد سقياها جنوبي قرية الحرجة وحتى يستفاد منها زراعيا وتبتعد السيول عن الأراضي الزراعية القريبة من المناطق السكنية. وفي السياق ذاته، تحدث كل من إبراهيم مصيخ وأحمد مفرح عن خطورة القناة، وقالا نتمنى من الجهات المسؤولة الوقوف على الوضع للتأكد من خطورة القناة على المواطنين، كما تمنيا بأن تصل شكواهما إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان حتى يبت في هذا الموضوع وبصورة عاجلة لأن موسم السيول قاب قوسين أو أدنى حسب قولهم. وقال كل من أحمد زعلة -مدير ثانوية الحرجة- ومحمد عبدالله العامري -مدير مدرسة الجهو- إن مدارس البنين في كل من الجهو والحرجة مهددة بالسيول إذا تم تنفيذ القناة؛ حسبما قررته اللجنة، ونتمنى من تغيير موقعها حتى يستفاد منها. في المقابل، تحدث ناصر معافا وإسماعيل شيخ وابراهيم الحازمي عن خطورة الوضع وقالوا إن القرى مهددة بكوارث السيول؛ لأن موقعها على ضفة وادي ضمد هو السبب ومشاريع درء مخاطر السيول لم تختبر حتى الآن، والآن أصبح التهديد من القناة إذا تم تنفيذها قائما لا محالة، ونحمل المسؤولية المتسبب في حدوث أي مكروه للمواطنين في هذه القرى إذا صممت اللجنة على تنفيذ مشروع القناة. سد خرساني وأكد محافظ ضمد محمد بن محمد البهلول ردا على استفسارات «عكاظ» حول القناة فقال «رفعنا خطابا إلى إمارة منطقة جازان؛ وضحنا فيه رأي اللجنة المكلفة في هذا الموضوع والمكونة من محافظة ضمد، إدارة المياه، الشرطة، البلدية، الدفاع المدني، لجنة التعديات، إدارة الطرق والنقل ومن لجنة الأودية وأهل الخبرة، التي أعدت محضرا مشتركا وكان من ضمن توصياتها فتح قناة بعرض 30 مترا شرقي الحرجة، وألزمت البلدية بعمل سد خرساني يربط بالأسفلت وبسد الحماية التابع لقرية الحصن من الشمال لحماية القريتين من السيول مع إلزام إدارة الطرق بتنفيذ عبارة على مستوى القناة». وأضاف محافظ ضمد أن المحافظة أرسلت في الخطاب الموجه إلى إمارة منطقة جازان اعتراض المواطنين على تنفيذ القناة وصدرت التوجيهات من إمارة منطقة جازان من قبل الوكيل المساعد الدكتور عبدالله محمد السويد للبلدية بتنفيذ القناة حسب الشروط والمواصفات التي اتخذتها اللجنة وفي موقعها التي اختارته.