الحرجة أو ما يطلق عليها الحزام الأخضر، لإحاطتها بالخضرة، كانت تسمى نجران، هي مسقط رأس الشاعر المعروف القاسم بن على بن هتيمل، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر كثبان رملية وطرق وعرة عبر وادي ضمد، تتميز بالخضرة والجمال وأشجار الباباي على ضفاف وادي ضمد من الجهة الجنوبية، بلدة تعبق بالتاريخ، كانت تسمى حرجة ضمد في القرن السابع الهجري، إنها مسقط رأس الشاعر القاسم بن علي بن هتيمل، تضم مخزونا أثريا مطمورا داخل أرضها، ومع أن العلامات والآثار التاريخية اندثر بعضها وطمر البعض الآخر مع مرور الأزمان، إلا أن سيول وادي ضمد كشفت في فترات سابقة أجزاء كبيرة منها إلا أنها سرعان ما تلاشت مع مرور الوقت دون أن يلتفت إليها أحد، وكان بالإمكان البحث عن شواهد أخرى بين الرمال والحفاظ عليها، إلا أن الإهمال طالها مرة أخرى ما أدى إلى طمرها وسط الرمال والطين، ولم تجد الاهتمام الكافي والمتابعة الدقيقة من إدارة الآثار في المنطقة. أهلا بك في حرجة ضمد، كلمة تنطلق من أفواه مواطنيها، حرجة ضمد الحالمة نالت شرف حمل اسم أول إمارة استحدثت في وادي ضمد في السبعينيات الهجرية وظلت تحمل هذا الاسم (إمارة الحرجة) فترة من الزمن ليست بالقصيرة حتى انتقلت إلى مركز الشقيري، ثم إلى ضمد، ونالت شهرة واسعة في العصر الحاضر، كونها مسقط رأس الشاعر المعروف علي أحمد النعمي مدير مدرستها قبل التقاعد وعضو النادي الأدبي في جازان (يرحمه الله) تغني بها كثيرا في شعره المنشور وغير المنشور فقال فيها: يا قريتي ذات الحزام الأخضر ميسي كما شاء الهوا وتبختري أسماها النعمي أم قرى الوادي: أم قرى الوادي كساك الجمال ثوبا جنوبيا أصيلا وشال لخصوبة أرضها وصلاحيتها للزراعة تشتهر الحرجة بزراعة الحبوب والذرة بمختلف أنواعها، وبعض أشجار الفاكهة كالموز، الباباي، المانجو، السمسم، والبقوليات بمختلف أنواعها. مشروع المياه وعن حاجة الحرجة للمياه يقول ابراهيم مصيخ «لا تزال هذه القرية في حاجة لمشروع مائي يكفى الأهالي، حيث إن المشروع الحالي أصبح لا يفي لجميع السكان، إذ إنه صمم لتغذية 7 قرى منها القائم، الجهو، محبوبة، ردش، الحرجة والحصن، كما أن الشبكة لا تصل إلى جميع المساكن»، الشاعر علي النعمي قبل وفاته تحدث عن معاناة الأهالي من مشكلة الماء يقول «أصبحت هذه المشكلة في قريتي مستعصية، وصعب علاجها على فرع المياه في جازان كل هذه السنوات». وأضاف مصيخ سكان القرية في عطش دائم في ظل غياب المسؤولين، ونتكبد المشاق والمصروفات الإضافية لجلب الوايتات، وزاد: المشروع رغم عجزه عن إيصال الماء إلى هذه القرى، دائما ما يتعرض لهجمات السيول التي اجتاحته أكثر من مرة، نظرا لموقعه في مجرى مائي في منتصف وادي ضمد، وتسببت السيول في جرف معداته، ما أدى إلى توقفه لشهور نتيجة التلفيات التي لحقت به، وحتى المبنى التابع للمشروع دمرته السيول. وقال شيخ القرية «مشروع الماء المعرض لهجمات السيول في كل سنة لا يستفاد منه معظم الأوقات بسبب موقعه في وسط الوادي، ونتمنى من الإدارة النظر فيه حتى ينهي معاناتنا من الشراء اليومي لمياه الوايتات». غياب النظافة ويشكو أهالي الحرجة من غياب خدمات النظافة، وأشار أحمد أبودية إلى أنه لم يشاهد سيارات النظافة في القرية إلا في أيام معدودة من الأسبوع، وقال انتشرت النفايات في كل مكان في القرية، وتسببت في توالد الحشرات الضارة وانبعاث الروائح الكريهة، حتى مصلى العيد لم يسلم من تراكم النفايات والمستنقعات، ما يحتم على إدارة الأوقاف في ضمد العناية به والمحافظة على نظافته. مستوصف الحرجة ناقش المجلس المحلي في محافظة ضمد مؤخرا بحضور جميع أعضائه مشروع مستوصف الحرجة والأرضية المحجوزة له بصك شرعي باسم وزارة الصحة منذ نحو 21 عاما لينفذ عليها المشروع، واقترح المجلس تنفيذه في الموقع لخدمة أبناء الحرجة والقرى المجاورة له. وفي الوقت نفسه، انتقد أحمد أبودية شيخ الحرجة والحصن، وعدد من المواطنين، عدم توافر الخدمات الصحية في القرية كل هذه الفترة رغم المطالبات، ما يضطرهم لقطع مسافات طويلة عبر طرق محفوفة بالمخاطر في مشوار البحث عن علاج لمرضاهم لعدم تنفيذ مشروع صحي في القرية منذ نحو 21 عاما. وفي الوقت الذي تعذر حصول «عكاظ» على تعليق المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في جازان على مطالب السكان بتنفيذ مشروع الرعاية على الأرض المخصصة له، بين ل«عكاظ» شيخ قرية الحرجة أحمد أبودية، أن أبناء القرية ما زالوا يحلمون بمشروع صحي منذ عام 1411ه، اعتمد من الشؤون الصحية في جازان، وموقعه محجوز بصك شرعي، ولم ير النور حتى الآن، ما دفع بالمواطنين إلى سلك دروب وعرة بمرضاهم باتجاه ضمد وأبو عريش وأيضا المستوصفات والمستشفيات الأهلية رغم حالتهم المادية الصعبة. وأضاف سعدنا عندما وجه مدير عام الشؤون الصحية السابق في جازان في عام 1414ه، بإعطاء الحرجة الأولوية في المشاريع الصحية للقرية في الخطة الخمسية، إلا أن المشروع متوقف ولا يزال مرضى الحرجة يعانون الأمرين، المرض والبحث عن العلاج، عبر الخطوط المزدحمة، ولا سيما أن من بين السكان عجزة يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى الدواء والمهدئات. وزاد: جهز شيخ القرية السابق الشيخ علي بن منصور الحازمي أرضا للمشروع الصحي منذ عام 1413ه واستخرج صكا لها لصالح الشؤون الصحية في جازان لإنشاء مستوصف، ولم ينفذ حتى الآن، ولا يزال المواطنون ينتظرون بداية العمل فيه لإنهاء معاناتهم. وبين ابراهيم مصيخ وأحمد الحازمي أنه نفذ في الحرجة مشروعان أساسيان هما مدرسة البنين ودرء مخاطر السيول من الجهة الشرقية، وأشارا إلى أن القرية لا تزال تنقصها العديد من الخدمات ومنها إنارة الشوارع ونظافتها وحفر ولو بئر ارتوازية واحدة وبناء مشروع المستوصف، وطالبا بلدية ضمد بتنظيف المقبرة وإزالة الأشجار الكثيفة التي تحتوي على ثعابين سامة وحشرات ضارة. الاهتمام بالحصن سميت قرية الحرجة بالحصن لوجود حصن أثري قبل 250 عاما فيها، ما يحتم تكثيف الاهتمام بها خصوصا أنها في حاجة لخدمات المياه والنظافة واستكمال سفلتة الشوارع وإنارتها، بالإضافة إلى تكملة السد من الجهة الغربية، ويطالب الأهالي بتوزيع حاويات في جميع شوارع وأمام المنازل وذلك من أجل جمع النفايات المتناثرة في كل مكان من القرية، وبين أبودية أن أهالي الحرجة يضعون أياديهم على صدورهم خوفا من السيول، بعد أن قررت اللجنة المكلفة شق قناة لجلب الماء من السيول لسقيا أراض زراعية تخترق القرى التابعة للحرجة، مؤكدا أن هذه القناة ستهدد أكثر من 10 آلاف نسمة، مطالبا بتشكيل لجنة محايدة لها خبرة في مجاري السيول وأخطارها للنظر في وضع القناة وموقعها المناسب لكيلا تصبح مصدر خطر على أرواح المواطنين، وذلك إما بتغيير موقعها ومسارها وإما بالاستغناء عنها، واقترح مواطنون ومنهم الخبير الزراعي حسن حبيبي بتحويل القناة إلى شرقي قرية الحصن في اتجاه الجنوب ثم تحويلها إلى الأراضي الزراعية جنوبي قرية الحرجة. وأشار إلى أن خطر السيول ما زال قائما على الحرجة، الحصن وجبجب، ما يؤكد حاجة هذه القرى لسدود خرسانية لحمايتها من السيول القادمة من الجهتين الجنوبية والشمالية.