«قد يكون الموت واقفا بجوارك دون أن تدري، ولعله يمر من أمامك فتتبعه، أو يركض خلفك فتسمح له باللحاق بك.. نقترب ونبتعد، وتظل خيوط مصائرنا بيد مبدعها وخالقها». بهذه العبارة استهل الكاتب الأديب الراحل محمد صادق دياب أحد مقالاته في بدايات عام 2003م، تحت عنوان «موعد مع الموت» في زاويته المشهورة حبر وورق. واستطاع الفقيد دياب، أحد الرموز الصحافية أن يترك بصمة صحافية في الوسط الإعلامي طوال سنوات خدمته، رغم أن انطلاقته كانت في مجال التدريس عام 1390ه في أبها والطائف وجدة، إلى أن استقر به الأمر موجها ورئيس قسم توجيه الطلاب وإرشادهم في إدارة التعليم في المنطقة الغربية في جدة عام 1401ه إلى أن تقاعد في 1414 ه. والراحل دياب الذي تلقى تعليمه الابتدائي إلى الثانوي في جدة، ونال بكالوريوس التربية وعلم النفس من جامعة أم القرى، وابتعث إلى الولاياتالمتحدة في جامعة وسكنسن الأمريكية للحصول على الماجستير في علم النفس التربوي، «كان مولعا بالكتابة والعمل الصحافي، حيث التحق بالزميلة المدينة رئيسا لقسم المحليات، وتدرج إلى أن أصبح مشرفا على ملحق الأربعاء من 1408 1410ه، ورئيسا للقسم الثقافي في الزميلة البلاد، ثم إلى مجلة سيدتي حيث كان مدير تحرير لها حتى تم تعيينه رئيسا لتحرير مجلة اقرأ في صفر 1418ه، وعين رئيسا لتحرير مجلة الجديدة في 1420ه، وظل في منصبه حتى توقفت المجلة، ثم عين رئيسا لتحرير مجلة الحج والعمرة 1426ه. دياب الذي كرس حياته في العمل الصحافي، أعطى الكثير من وقته وجهده في تأليف الكتب، فأصدر الأمثال العامية في الحجاز، 16 حكاية من الحارة وهي عبارة عن مجموعة قصصية، وساعة الحظ تدق مرتين، عباقرة الفن والأدب «جنونهم وفنونهم»، وجدة التاريخ والحياة الاجتماعية.