دعا مواطنون في أحياء متفرقة من جدة، الأمانة والجهات المعنية إلى الالتفات إلى أحيائهم المتضررة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت المدينة الأربعاء الماضي، وأتلفت الشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية، وألحقت الضرر بممتلكاتهم. وأكد ل«عكاظ» عدد من المواطنين في حي المساعد شرقي جدة، أن حيهم لا يزال يعاني من الأضرار التي خلفتها السيول التي اجتاحت المدينة العام قبل الماضي، وزادت الأمطار والسيول الأخيرة من حجم المعاناة، وأكدوا أن المياه الجوفية هي الأخرى تشكل خطرا على السكان، كونها بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض ومن بينها حمى الضنك، وعملت الأمانة في حينها على إجراءات تطمينية تمثلت في عملية إزالة ونزح تجمعات المياه الجوفية بواسطة الصهاريج، إلا أن الحل لم يكن ذا جدوى، وعقب هطول الأمطار الأخيرة تم سحب جميع الصهاريج التي كانت تعمل على سحب المياه الجوفية ومياه الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة. الحال في مخطط قويزة لا يختلف كثيرا عما سبق وكذلك الأمر بالنسبة لأحياء الجامعة والمنتزهات وأحياء أخرى، وأكد عدد من سكانها ل«عكاظ» أن الأمانة سحبت جميع معداتها وآلياتها الموجودة داخل أحيائهم لإزالة الأضرار ونقلتها إلى مواقع أخرى، متسائلين عن الأسباب التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا الإجراء، وأشاروا إلى أن عمليات النظافة تعد شبه معدومة، وأبدوا تخوفهم من الأضرار البيئية والصحية التي قد تخلفها عمليات تكدس النفايات بشكل مخيف. ورصدت «عكاظ» في جولتها على تلك الأحياء تواجدا نسبيا لعمال النظافة الذين عمدوا إلى إزالة المخلفات المتراكمة لأكثر من خمسة أيام حسب إفادة الاهالي، وفيما رصدت «عكاظ» حركة دؤوبة لفرق الأمانة في المناطق المنكوبة إلا أن الأهالي جزموا بغياب الفرق في الفترة الماضية. وبدأت الأمانة عمليات واسعة حسب إفادات بعض المواطنون داخل نطاق المناطق والأحياء الأكثر تضررا، وعملت على رفع كميات كبيرة من مخلفات، ووصف المواطنون تحرك الأمانة بالجيد في تلك المواقع، وهو ما كان مخالفا لآراء مواطنين آخرين في أحياء تعتبر أقل ضررا حسب مرئيات الجهات المعنية. إلى ذلك، بدأت أمانة جدة وبشكل فوري التعاقد مع شركات من القطاع الخاص، لتأمين المعدات والآليات الخاصة بإزالة أضرار الأمطار والسيول التي اجتاحت عددا من أحياء المدينة الأربعاء الماضي. وعملت الأمانة على حشد جميع المعدات المتعاقدة عليها مع المقاولين والشركات العاملة في مجال تأجير المعدات، في منطقة المطار القديم، استعدادا لتوجيهها إلى المناطق المتضررة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن الأمانة بدأت في تشكيل لجان للترتيب مع الجهات الخاصة لتأمين المعدات اللازمة لعملية التطهير الواسعة التي بدأ يشهدها عدد من الأحياء المتضررة. وبدأت أمانة جدة، بتحريك كامل إمكانياتها من معدات وآليات باتجاه الأحياء الأكثر تضررا منذ الجمعة الماضي، وما زالت حالة الاستنفار في أقصى درجاتها حتى اللحظة. ووفق إحصائية أولية للمعدات والآليات التابعة لشركات القطاع الخاص المتعاقدة معها الأمانة، بلغت أكثر من 5000 معدة، تتوزع ما بين معدات ثقيلة ومتوسطة الوزن، كالرافعات، والشيولات، وسيارات النقل الثقيل، وصهاريج المياه.