أبدى سكان البغدادية الغربية في جدة امتعاضهم من كميات المياه التي تحاصر منازلهم حتى الآن رغم هطول الأمطار الأربعاء الماضي، وطالب كل من سعيد الغامدي، محمد بازهير بضرورة الإسراع في شفط المياه وتطهير الموقع كاملا، خشية انتشار البعوض الناقل للأمراض المعدية، والأمر نفسه انسحب على أحياء بني مالك، النسيم، الرحاب، النزلة، حارة الشام، المظلوم وحي الجامعة، حيث طالب الأهالي بزيادة عمليات الرش لتجمعات المياه الآسنة، ووصف كل من عبد الرحمن الحربي وعائض بن مقحص، من سكان الجامعة انتشار البعوض والوضع بالمأساوي، وأبديا تخوفهما من انعكاس الوضع على الصحة العامة، خصوصا على الأطفال وكبار السن في ظل تكاثر البعوض الذي لم تحد المبيدات الحشرية من تكاثره. «عكاظ» رصدت حالة المنازل القديمة في المنطقة التاريخية، حيث برز مشهد المنازل المنهارة على الواجهة، وتلك التي تعاني من حالة تهالك واضح ينذر بانهيارها في أية لحظة ويستدعي الأمر المعالجة العاجلة، وهنا أوضح المواطن صلاح فتيني أنه يعيش في حي حارة الشام منذ 45 عاما، وأضاف فتيني: أحاول ترميم منزلي كل عام وإصلاح ما يمكن إصلاحه لتفادي سقوطه، إلا أن تردي وضع بعض المنازل المجاورة وتعرض أجزاء منها للانهيار قد يؤدي إلى كارثة إذا لم يتم تدارك الوضع، وزاد: «لا بد من إجراء كشف سريع على كامل المنطقة التاريخية للتأكد من أساسات مبانيها، خصوصا وأن عددا كبيرا منها يعاني من تجمع كميات كبيرة من المياه داخله، تنذر بانهياره». مواطن آخر من سكان الحي أكد ل«عكاظ» انتشار الهبوط في أرضيات عدد من المساكن، وتعرض عدد من مواقع «مناهل» تصريف المياه للانهيار، نتيجة سوء التنفيذ، وقال: «كمية المياه الجوفية التي تعاني منها محافظة جدة تشهد ارتفاعا كبيرا نتيجة لكميات السيول التي اجتاحت المنطقة أخيرا». ميدانيا وفي أحياء أخرى، تصاعدت أمس وتيرة العمل في إعادة تأهيل الأحياء المتضررة جراء سيول الأربعاء الماضي في محافظة جدة، حيث شرعت المعدات والآليات في إزالة مخلفات السيول من طمي وأحجار نتيجة السيول الجارفة التي اجتاحت عددا من الأحياء وحتى بقايا الأثاث التالف الذي شكل كتلا مترامية تعيق الحركة بعد انقشاع الأزمة، فيما بدأت الشركات التابعة لأمانة جدة بالتعاون مع الجهات المساندة ميدانيا في ردم الحفر الوعائية وإعادة سفلتها وسحب المياه المتجمعة في الأحياء الشعبية والطرق الفرعية. وأوضح ل «عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة جدة أن أعمال الصيانة لما دمرته السيول وإصلاح الأضرار أعطت مؤشرات إيجابية إثر إعادة فتح بعض الطرق المتعثرة ورفع المخلفات والنفايات التي تراكمت في بعض الأحياء. وذكر المصدر، مباشرة الآليات التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، المدينةالمنورة والطائف التي هبت للمساندة ومساعدة جهود الأمانة في إعادة تأهيل المواقع المتضررة، مبينا استمرار العمل على مدار الساعة في أربع ورديات، وقدر عددها بأكثر من ألف آلية ما بين رافعات وشيولات وشاحنات تقوم جميعها برفع النفايات والمخلفات الناتجة عن السيول، فضلا إلى جهود الجهات المشاركة من قوات الدفاع المدني والأمن العام.