وجهت إمارة منطقة مكةالمكرمة، أمانة جدة، وشركة المياه الوطنية بإعداد دراسات عاجلة، لمشكلة المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي، في حي المساعد شرقي جدة، أحد الأحياء المتضررة من السيول التي اجتاحت المنطقة العام الماضي، وطلبت الإمارة إبلاغها فورا، بما يمكن عمله من حلول كفيلة لإنهاء المشكلات الصحية والبيئية التي يعاني منها نحو عشرة آلاف مواطن، باتت حياتهم معرضة للإصابة بأمراض وبائية بسبب كميات المياه الآسنة التي غطت معظم شوارع الحي، وأدت إلى تآكل الطبقة الأسفلتية، وتكاثر البعوض الناقل للعديد من الأمراض. وكشف ل «عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة جدة، أن الأمانة باشرت، فور تلقيها توجيهات الإمارة، إعداد دراسة عاجلة عن الحي، وتبين وجود كميات كبيرة من المياه الجوفية اختلطت بمياه الصرف الصحي، وبينت دراسة الأمانة، أن المشكلة لم تكن موجودة قبل كارثة جدة، حيث طرأت بعد الأمطار والسيول التي تأثرت بها الأحياء، وأشارت دراسة الأمانة حسب المصدر إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لمعالجة طفح المياه الجوفية، بطرق علمية حديثة. وأكد المصدر أن الأمانة لم تعتمد حتى الآن ميزانية المشاريع المزمع تنفيذها لإنهاء هذه المشكلة، حيث سيتم اعتماد ذلك خلال ميزانية العام المقبل. من جهتها، عملت شركة المياه الوطنية، جولات استكشافية للمنطقة المتضررة من خلال فرق الصيانة التابعة للشركة، وتبين أن مصدر مياه الصرف الصحي كان من خزانات التصريف الخاصة بالمنازل، التي تسربت إلى داخلها كميات كبيرة من المياه الجوفية بشكل كبير، وعملت على تدفق المياه المخلوطة إلى سطح الأرض، ورأت الشركة الوطنية حسب دراستها، ضرورة أن تعمل أمانة جدة على حل تسرب المياه الجوفية، لتتمكن الشركة من حل مشكلة مياه الصرف الصحي، والتي تتطلب إنشاء شبكة لتصريف مياه المجاري، وهو ما تم اعتماد تنفيذه ضمن المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا في معظم أحياء مدينة جدة، بما فيها الأحياء المتضررة في الشرق، والمزمع الانتهاء من تنفيذه خلال العامين المقبلين. من جهتهم، دعا أهالي حي المساعد، أكثر الأحياء تضررا من المشكلة، الأمانة والمجلس البلدي، التدخل بشكل عاجل لإنهاء ما وصفوه بالكارثة، في ظل تعرض عدد منهم حسب ما ادعوا لإصابات حمى الضنك، بسبب المياه الراكدة في الحي، بالإضافة إلى تضرر مركبات العديد منهم نتيجة تآكل طبقة الأسفلت لمعظم الشوارع الداخلية والفرعية، بسبب تلك المياه، التي أدت أيضا إلى حدوث حفر وعائية يصل عمق بعضها إلى نصف متر، دون أن تعمل الأمانة على معالجتها كحل مؤقت على أقل تقدير. وأكد عدد من الأهالي التقت بهم «عكاظ» أمس إلى أن الكثير من ساكني الحي، اضطروا إلى هجر منازلهم والبحث عن منازل بديلة في مواقع أخرى آمنة، وكانت «عكاظ» رصدت في جولتها في الحي عددا من المنازل المهجورة، تركها أصحابها بعد أن فقدوا الأمل في إيجاد حل لتلك المشكلة. وأوضح الأهالي أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للجهات المعنية، للوقوف على تلك المشكلة، إلا أن كل الوعود التي تلقوها من المسؤولين لم يتم الوفاء بها حتى الآن، مطالبين بضرورة التدخل العاجل لإصلاح تلك المشاكل التي تضرر منها الجميع على حد سواء. وطالب الأهالي المجلس البلدي في جدة الوقوف على المشكلة، على نحو عاجل ومساندتهم في رفع الضرر عنهم، من خلال مخاطبة المجلس للأمانة لاعتماد مشاريع. وكانت أمانة جدة عملت على إجراء حلول مؤقتة كإجراء احترازي حتى يتم تنفيذ الحلول النهائية للمشكلة، وكان أبرز ما عملته الأمانة لتخفيف حدة المشكلة، تنفيذ عمليات رش وتطهير واسعة للحي لاسيما المواقع الأكثر تضررا، للقضاء على البعوض الناقل للأمراض، فيما عملت على شفط المياه المتجمعة أمام منازل المواطنين. وفي هذا الشأن، أكد عدد من الأهالي أن عمليان الرش التي نفذتها الأمانة لم تكن كافية، كما أن وجود كميات المياه أمام منازل المواطنين شاهد على أن عمليات الشفط لم تكن ذات جدوى. إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي للمجلس البلدي في جدة بسام أخضر أن أعضاء المجلس بصدد الوقوف على المشكلة على الطبيعة والالتقاء بالأهالي للاستماع إلى شكاواهم، وإعداد تقرير متكامل عن المشكلة، والرفع به إلى الأمانة لاتخاذ إجراءات سريعة.