حسنا.. سأبدأ هنا بشكل رسمي «بروتوكولي» وأضم صوتي إلى أصوات المؤكدين على أهمية مجتمع المعرفة وبيئة الابتكار كشروط أساسية للنمو الاقتصادي واستقطاب المستثمرين إلى عالمنا، وفقا لمنظومة الاقتصاد العالمي الجديد القائم على مبدأ «التنافسية»، الذي حضر نظريا في منتداه السنوي على أرض الرياض. وبعيدا عن تلك «الرسميات» المشيدة؛ أعترف بأني لازلت أقف من تلك الفعالية موقف المتعجب، فرغما عن حشد الشخصيات المشاركة لقادة الشركات الناجحة في العالم، ومضمون البرنامج المتداول، وزخم الرعاة الذي تغص به إعلانات المنتدى، إلا أن سؤالي البريء يطل على حياء بين كبار الحضور ومنظمي المنتدى: لماذا اشترطتم مبلغ (4000) دولار أمريكي تدفع ببطاقة الائتمان على كل من أراد حضور برنامج التنافسية، ومن فاته الموعد فلا بأس.. ادفع رسوم تأخيرك البالغة (1000) دولار، ليكون مجموع مبلغ حضورك (5000) دولار، ولا تخف؛ فالجهة المنظمة ستمنحك جهاز «آيباد» حتى تستشعر الشعار التنافسي «منتدى بلا أوراق» فتتحاور وتتخاطب إلكترونيا مع المشاركين والحضور في أيام التنافسية الثلاثة. طبعا الإجابة لا تحتاج إلى عالم فهيم، فعلى ما يبدو أن المنظمين أرادوا حصر الحضور ضمن شريحة محددة لا يهمها إنفاق 19 ألف ريال، مقابل الحصيلة العظيمة التي سينالونها من المنتدى، وهو فعليا أحسن أيما إحسان في رسم صورة حالمة لجمع المشاركين الأجانب بقدرتنا المبهرة على التنظيم، دون سؤال وجيه عن دور الجهة المنظمة في بناء الإنسان قبل بناء الأرض، في مقابل عزوف كثير من أفراد الجيل الغض الطري المهتم ببرنامج المنتدى والذي أتخم بالحديث عن طموحه وتطلعاته، وكانت محصلة التعامل وقوفهم عند أبواب التنافسية مصدومين من لغة المال الدارجة، مثلما نقلت فصولها صحيفة الوطن في عددها يوم الاثنين الماضي، فأمثال هؤلاء محرم عليهم الاختلاط والاحتكاك بالسؤال والنقاش مع ذوي الخبرة والنجاح وليكتفوا بما تنقله الصحف في تغطيتها، ويكون لسان حالهم: هذه معادلة النجاح في مجتمعنا!. اللافت في الأمر، أن المنتدى جرى عليه الشكل الاعتيادي في غالبية فعالياتنا.. فبعد زحام الافتتاح واليوم الأول، بدأت مرحلة «الكمون» تستشري في جنباته إلى أن جاء يومه الأخير فأصبح الموقع قاعا صفصفا، ولا أعلم هل المتغيبون كانوا من فئة «الدافعين بالدولار الأمريكي» أم من أصحاب الدعوات الرسمية، ولكنها على أي حال ترسم ملامح «التنافسية» بشكل واضح حينما تنص على أن يقول «روبرت» و«مايكل» و«باولا»: لقد أبدعتم، فيما يقف منصور وهيفاء ومحمد عند الباب يتسولون المعرفة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة