أن تكون «سطحيا» فهذا حتما سيقودك إلى ممارسة هوايتك وإسقاطها على تفكيرك ونظرتك وتعاملك وفقا لمبدأ «التسطيح» الذي تعتنقه ويدب بين خلاياك، ويكون شعور «السبهللة» هو المسيطر عليك كما «المنبت» لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقيت، ولذا يميل عشاق «التسطيح» دائما إلى اهتبال الفرص التي تمكنهم من انتقاص المبادرات أو إحباط المعنويات، وأكثر عبارة تدب على ألسنتهم أمام إنجاز الآخرين «ما عندهم ما عند جدتي»!. هذا هو مختصر تعليقي عندما شاهدت الفيلم القصير الذي انتشر بين أوساط الشباب والفتيات تحت عنوان «التطوع الأخير»، الذي لم يفرق بين قيمة النقد السامية وعنصر التهريج المنحط، ووجه الفيلم سهامه نحو شريحة واسعة من المتطوعين والمتطوعات مطلقا تعميماته على أنهم مجموعة لا يهمها إلا الظهور وتحفل اجتماعاتهم التطوعية بالترقيم والغزل، وباقي إسقاطات «خفة الدم» على لسان: متطوع انطوائي ومتطوع تائب وبقية الشلة. الفيلم أطلق مجموعة من الاتهامات لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وحسبه الإيغال في تشويه روح المبادرة، ولغته المستخدمة كانت «تعميمية» لا استثنائية بإطلاق أوصاف أوحت لي بأن التجمعات التطوعية عبارة عن «كرخانات» تضج بالفساد الأخلاقي، وما يؤسفني في حقيقة الأمر أن منتجي الفيلم من فئة الشباب، ولو كان يحمل رسالة نقدية واضحة لكنت في مقدمة المهنئين، أما أن يتفنن في تشويه صورة العمل التطوعي فأقول لهم بالشعبي الفصيح «تبطون عظم». تنقمون على «الكدش» وحملة «البلاك بيري» ظهورهم في العمل التطوعي، ولم تقدموا معشار ما قدموا.. أم هي ذات الثقافة تسيطر عليكم بأن الثوب والشماغ والترسيم هو معيار «المرجلة» ولو كان لابسها قاعا صفصفا، مرحبا بكل «كدش» إن كان يمد ذراعه وعقله خدمة للمجتمع، وما فيضانات جدة إلا خير شاهد على جيلنا ود الإهاب وموفور الشباب. الأمر باختصار يعبر عن حالة الحنق عند فئة تمكنت منها «الفضاوة» إلى إطلاق هذا العمل، وأكرر بأن نافذة النقد مشرعة ومطلوبة، وفرق شاسع بين ناقد وناقم لا يعترف إلا بشذوذ الأفعال والتصرفات ليمارس إسقاطاتهم على الشريحة الأعم والأغلب، ولم أستغرب مطلقا عزم بعض الناشطات في العمل التطوعي مقاضاة القائمين على الفيلم ومطالبتهن بالاعتذار الرسمي، لأنهم يا سادة يقولون في «تهريجهم» باختصار: كل متطوع طامع في منصب أو من هواة الترقيم!، فهل شاهدتم من قبل نباهة كهذه النباهة؟. روح المبادرة في جيلنا الشاب ستبقى تواقة، فكيف إن كانت المبادرة من أجل وطن وإنسان.. ولولا بزوغ نجم عطائكم لم يقتت غيركم على إشراقتكم، وليكن جوابكم: فاقعدوا مع القاعدين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة