تعودنا كعرب وكخليجيين بشكل خاص على أن " نحضر" اللقاءات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة دون أن نسعى لتنظيمها. وتعودنا أيضاً أن نحضر "حضوراً فقط " الفعاليات العربية والعالمية دون أن يكون لنا دور فاعل في بناء برامجها العلمية أو موضوعاتها التي يتم مناقشتها، أو طرح ما يعالج القضايا التي يتم طرحها. لقد كنا إلى وقت قريب مشاهدين " فقط" للمشاهد العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية أيضاً " ودافعين للرسوم أو داعمين لتلك البرامج والأنشطة والفعاليات . لكننا اليوم قلبنا الطاولة!! وقلب الطاولة يعني أننا عوضاً عن أن نشارك بالمال والجسد فقط في تلك الفعاليات المختلفة؛ أصبحنا بحمد الله ثم بفضل ما تقدمه حكومة هذا الوطن العزيز لإحقاق التنمية نصنع الأحداث بتنوعاتها المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها كثير. وعندما نصنع الأحداث فإننا أيضاً ندعو "الآخر" لحضورها عوضاً أن ننظمها بأنفسنا فقط، إيماناً منا بأهمية تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات والتجارب. نحن لم نكتف فقط بتنظيم الفعاليات والدعوة للمشاركة بها بل أصبحنا مجالاً لاستفادة الآخرين من فعالياتنا وأنشطتنا وبرامجنا. اليوم أصبحت المملكة واحدة من أميز مناطق تنفيذ الفعاليات والأحداث والأنشطة العالمية التي تسعى لخدمة الإنسان أياً كان، ولعلّ تجربة منتدى التنافسية في دوراته المختلفة، ومنتدى الرياض الاقتصادي، ومنتدى جدة الاقتصادي، ومؤتمرات الطاقة بكافة أنواعها وغيرها كثير وكثير، أصبحت علامة بارزة من علامات المشهد العالمي، ولم تعد فقط مجالات لحضور الأفراد من أبناء الوطن أو مجالات لبرامج العلاقات العامة. لقد أصبحنا بالفعل مقصداً لبث الفكر الإيجابي للعالم ومجالاً من مجالات التنمية والتطوير العالمي، وهي ليست أمراً مبالغاً فيه وإنما هي حقيقة يجب أن نقف تقديراً لها وإجلالا للقائمين على شأنها في هذا الوطن . وما دام الحديث عن فعالياتنا وبرامجنا المحلية – العالمية في مجال صنع الفكر العالمي، فإنني لا أنسى منتدى التنافسية الذي تم تنظيمه خلال هذا الأسبوع وحضره عدد غير قليل من الخبرات الاقتصادية وأصحاب الريادة في مجالات التنمية والتطوير العالمي محليين وأجانب، حضر كثير منهم رغبة في الاستفادة من هذا المنتدى الذي عمل على مناقشة كثير من القضايا المثيرة والفاعلة في الوقت نفسه، فمن طرح حول أسباب فشل المشروعات، مروراً بمعاناة رواد الأعمال وقضايا التمويل والتمكين وأمور التكيف مع العصر وخصائص القيادة، وانتهاءً بالمخاطر التي يعيشها كوكبنا وتحديات المستقبل الذي "لابد أن نعيشه ونتعاطى معه بأكبر قدر من الإيجابية"، وهو منتدى يحقق بين اليوم والآخر حضورا عالميا يساهم في رسم صورة إيجابية عن الوطن ومواطنيه لدى الآخر، حتى أن كثيرا من حضوره من الأجانب كانوا يتحدثون عن انتقال منه إلى دافوس، مشيرين إلى أن هذا المنتدى أصبح شبيها بمنتدى دافوس يحرص الكثيرون على حضوره . فشكراً لمن قام بتنظيمه وشكرا لمن شارك فيه. ودام الوطن عزيزا ومتألقا كما هو دوماً.