حول نسوة في المنطقة الشرقية منازلهن لمطاعم مصغرة لإعداد الوجبات والأكلات الشعبية، وتوصيلها إلى المنازل بعد تجهيزها سيرا على الأقدام، متطلعات إلى تبني أفكارهن من قبل رجال الأعمال، وتخصيص مواقع يزاولن فيها أعمالهن. تبحث أم محمد وهي إحدى العاملات في هذا المجال في الخبر منذ أكثر من 15 عاما عن حل يقيها عناء الذهاب للمنازل وتوصيل الطلبات، وإيجاد مواقع تقدم من خلالها وجباتها الشعبية المتنوعة، بدلا من الطهي في منزلها الصغير وعدم قدرتها على تلبية الطلبات، في ظل الإقبال الكبير على الأكلات الشعبية الشرقية والجنوبية. وتضيف «عملي يتمحور في إعداد أكلات شعبية لنساء لا يجدن وقتا للطبخ من الموظفات والعاملات، أو من نسوة لديهن ولائم ويرغبن في تزيين موائدهن بالوجبات المتنوعة». وتشير إلى أن الجمعيات النسائية تلجأ لبعض العاملات في هذا المجال لإعداد وجبات محلية شعبية وتراثية لتقديمها في المناسبات العامة، رغم محدودية تلك المناسبات، والتي لا تدر عليهن إلا مبالغ بسيطة ولا يجدن تشجيعا في هذا المجال. وتوضح فاطمة أنها تواجه معاناة يومية في توصيل الطلبات إلى المنازل لعدم توفير وسيلة مواصلات، وتضطر في بعض الأوقات إلى السير لمسافات طويلة لإيصال الوجبات، أو الاستعانة بسيارات الأجرة لإيصالها والعودة بها في نفس الاتجاه وهو ما يخفض من دخلها اليومي، معتبرة أن المطاعم لديها سيارات وفرق عمل ودخل يغطي التكاليف. وتضيف «التجربة رائدة وساعدتني في تأمين متطلبات أسرتي، لاسيما أن نظرة المجتمع تغيرت تجاه طباخات المنازل، إذ نتطلع إلى تبني أفكارنا بالدعم أو تيسير قروض يمكن من خلالها افتتاح مطاعم نسائية للعائلات، وتوصيل الطلبات للمنازل». ولم تفصح أم عبد العزيز عن دخلها اليومي لكنها تؤكد أنه يدر عليها مبالغ مناسبة، والعمل يحتاج لجهد خاص في جلب متطلبات الأكلات الشعبية، حيث إن المهنة لها أسرارها ونفسها المميز، وتؤكد أن المطاعم التي بدأت الاعتماد على الفتيات في طهي المأكولات الشعبية لن تشكل لهن منافسة، واكتفت ب «الطبخ نفس، والخبرة لها دورها، إذ لا نحتاج إلى دورات أو كتب تساعدنا على إعداد الأكلات، فقد تدربنا عليها ولازمنا أمهاتنا في المطابخ منذ الصغر».