أعاد مجموعة من النساء، شاركن في مهرجان «إبداع تبوك»، الذي أقيم أخيرا، الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة إلى الواجهة، فكن يجلسن بالساعات أمام الزوار لإعداد هذه الوجبات والإجابة على أي أسئلة حول طرق إعدادها وطبخها. وحضرت مأكولات المجللة والجمرية والمرقوق والمنسف والجريش في الفعالية التي نفذها برنامج الأسر المنتجة التابع لجمعية القرى الخيرية في تبوك، بمشاركة مجموعة كبيرة من النسوة خبيرات الطهي. ومن بين المشاركات السيدة حسناء محمد «52 عاما»، التي تقوم على طبخ وإعداد طبق المنسف، تقول «الكثير من أهالي تبوك يحرصون على تزيين موائدهم بالأكلات الشعبية، ومن بينها المنسف وهو من الأكلات الشعبية الشمالية، ويطبخ اللحم مع اللبن أو الجميد ثم يوضع على الأرز ويغطى بخبز الشراك ويزين ببعض المكسرات، كما تضاف المرقة على الأرز لإعطائه نكهة رائعة». وترى عيدة سليمان «58 عاما»، أن المأكولات الشعبية جزء لا يتجزأ من ذاكرة المنطقة وكان الناس في الماضي يحرصون على إعداد الأكلات الشعبية في أفراحهم ومناسباتهم الخاصة، وتقوم النساء بتجهيز تلك الأكلات حيث تتقن كل واحدة منهن إعداد أكلة معينة. وتعد هذه السيدة وجبة الجريش التي تقول عنها إنها من ألذ وأشهر المأكولات في الوسطى والشمال، ومن خلالها يطبخ اللبن ولحم الغنم أو الإبل، ويضاف إليه السمن البري أو الزبدة لإعطائه نكهة طيبة». أما المواطنة أم محسن «45 عاما»، فتقوم بطحن القمح بالرحى ثم تعجن الدقيق وتخبزه على الصاج، كما تقوم بإعداد «القرص» وتدفنه في الجمر، وهو ما يسمى ب «الجمرية»، ثم تقوم بتقطيع الخبز وتضيف إليه حليب الغنم والزبدة وتقدمه لزوار الجناح الذي تتواجد فيه. وتؤكد أن الأكلات الشعبية تفوقت على الوجبات السريعة وجميع الزوار للمهرجان يطلبون منا زيادة الكميات من الأكلات الشعبية التي تمتاز بها منطقة تبوك. وتشير مشاركة أخرى، وهي أم علي التي تتخصص في إعداد وجبة المرقوق منذ ما يزيد على 40 عاما، وفي موقعها تباشر إعداد القرصان وتطبخها مع الخضار المشكلة وتضيف إليها بهارات خاصة، وتؤكد أنها تحرص على تعليم هذه الوجبات لبناتها وحفيداتها، حتى لا يأتي اليوم الذي لا يوجد به أحد يتقن إعداد هذه الوجبات القيمة.