زوجتي لا تعرف؟! التقينا محمد الدوسري، الذي تزوج منذ ما يزيد على تسعة أعوام، وسألناه عن علاقته بالوجبات الجاهزة وطعام المطاعم، فأجاب: "لا أزال منذ تزوجت حتى اليوم آكل من المطعم، على الرغم من إنجاب زوجتي أربعة أطفال". ويضيف: "أشتري طعام أسرتي يوميا من المطعم، لدرجة أن عماله اعتادوا على ترددي عليهم وعرفوا طلبي.. فحال ما يروني وقبل أن أبدأ كلامي يقومون بتجهيزه". ويقول محمد والأسى يعلو نبرة صوته: "بالتأكيد العيب في زوجتنى.. حتى يومي الخميس والجمعة لا تريد أن تطبخ.. أو بالأحرى لا تعرف!". مفاجأة تداركناها ويعترف مشاري العيد بأنه فوجئ بعد زواجه بأن زوجته لا دراية لها بفن الطبخ. ويقول: "كنا عندما تخرج زوجتي من الكلية نشتري طعام الغداء.. لكنني قمت بشراء كتب في تعليم فنون الطبخ.. وتعلمت زوجتي وأصبحت الآن من أمهر النساء في الطبخ". ليس هاجسي وتعترف حصة العلي هي الأخرى بأنها لا تعلم شيئا عن المطبخ وما فيه، فكل ما تريده تطلبه من المطعم عن طريق سائق المنزل. وتضيف: "إن هاجس دخول المطبخ من أجل تحضير طعام أو شراب ليس موجودا لديها". وتقول: "قد أدخل المطبخ من أجل تحضير طعام ما وأفشل في ذلك؛ مما يجعل أخواتي أو صديقاتي يسخرن مني.. وبالتالي أقوم بإحضار الأكل من الخارج؛ حتى لا أحرج أمام أحد". مصائب وفوائد يقول المثل السائر: "مصائب قوم عند قوم فوائد".. هذا المثل ينطبق على حالة كثير من بيوت أهل الرياض، الذي هجرت زوجاتهم المطبخ، إما بفعل الانشغال بالوظيفة، أو بفعل اللامبالاة، أو عدم الدراية بفنون الطبخ.. أم خالد واحدة من هؤلاء النسوة اللاتي حوَّلن كسل ربات البيوت إلى مشروع استثماري يدر عليهن ربحا لا بأس به.. إذ تقوم بطبخ الوجبات الشعبية وغير الشعبية حسب الطلب، وتوصيلها إلى المنازل وحتى الأفراح. وتحمل أم خالد على بنات اليوم، وتقول: "بنات اليوم مدلعات.. الواحدة تتزوج ما تعرف تقلي البيض.. والشرهة على الأمهات.. وشلون يزوجون بناتهم وهن ما يعرفن يطبخن؟!". وحول طبيعة عملها في إعداد الوجبات؛ تقول أم خالد: "إذا صارت مناسبات أقوم بعمل الجريش والمرقوق والقرصان، وأوصله للبيوت.. وطبعا أنا مستفيدة.. والمطعم يوصل الرز، وما بقي إلا السلطة.. وأحيانا يشترونها جاهزة". للخبراء.. رأي لقد اعتاد كثير من البيوت الأكل في المطاعم أو إحضار وجباتها إلى المنازل. هذا الأمر منتشر بين الأفراد وبين الأسر أيضا. وقد يغيب عن ذهن كثيرين الأضرار الصحية المترتبة على هذه اعتياد مثل هذا السلوك الغذائي.. ولعل أبرزها سوء النظافة في بعض المطاعم، الذي هو سبب رئيس في التسمم الغذائي. ويؤكد هذه الأضرار فيصل عبدالعزيز الحمدان، اختصاصي التغذية بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ويقول: يكثر حدوث التسمم الغذائي في كثير من المطاعم التي لا تلتزم في تحضير الأطعمة بالطريقة السليمة والآمنة والمعروفة دوليا ب( HACCP ). ويضيف: "وليس بخاف أن كثيرا من المطاعم تقدم وجبات فيها كميات من الدهون، تزيد على الحاجة اليومية لجسم الإنسان بمرات كثيرة. ويرجع ذلك إلى استخدام المطاعم نوعيات من الزيوت المشبعة مثل زيت النخيل، التي أثبتت الأبحاث أنها من العوامل المسببة لارتفاع نسبة الدهون في الدم، وتصلب الشرايين". ويذكر الحمدان، أن بعض المطاعم تقوم بإعادة استعمال الزيوت للقلي مرات عدة؛ مما يعرضها للأكسدة، وقد يؤدي استهلاكها إلى أمراض خبيثة، لا قدر الله. ويضيف: "إن السمنة أصبحت ظاهرة منتشرة بين المراهقين، وهذا عائد إلى كثرة استهلاك الوجبات السريعة". ويقول الحمدان: "في هذه الأيام وبسبب انشغال الإنسان بالحياة، قد يتحتم عليه في بعض الأوقات أن يقصد مطعما لتناول وجبة من الوجبات، أو شراء طعام لمنزله، وهذا أمر لا بأس به إذا روعي فيه الأمور التالية: • نظافة مرافق المطعم، كدورة المياه والمغاسل وصالة الأكل؛ مما يدل على التزام المطعم بقوانين النظافة. • منع التدخين داخل المطعم، وهو دليل على حرص المطعم على صحة الزبون. • نظافة مظهر وهندام المضيفين. • فئة المطاعم، وهل هي من الشركات التي تحرص على سمعتها أم لا؟ • الحرص على أن تكون اللحوم ناضجة جيدا (welldone). • عدم شراء الطعام من الباعة المتجولين أو الأماكن المكشوفة. • الحرص على قراءة تاريخ انتهاء الصلاحية، إن وجد.