الحوارات الثقافية فن قد لا يجيده كثير من مقدمي البرامج الحوارية، فالغوص داخل جنبات فكر المبدع، وتسليط الضوء على زوايا خفية من شخصيته تلك، والتي لم تظهر في ثنايا عمله الإبداعي، مهمات ليست بتلك السهولة التي يتصورها البعض! وليس من بين تلك المهارات الحوارية وضع المبدع أو الضيف داخل قفص ومحاصرته بأسئلة مدرسية، ومطالبته بالدفاع عن كل شيء، وكأننا في نهاية الحوار نعلن تبرئته أو اتهامه، وبذلك نكون قد أضعنا فرصة جميلة للتعرف على ذلك المبدع أو الضيف من خلال «ضابط»، أقصد مقدم برنامج حواري لم يظهر غيره فقط! وقد نتقبل إلى حد ما هذا التحقيق في برامج غير ثقافية، ولكن أن يتحول المبدع إلى متهم فتلك مسألة فيها نظر! هذا ما شعرت به أثناء ذلك اللقاء مع الأستاذ عبد العزيز الصقعبي في برنامج «الصالون السردي»، على قناة الثقافية يوم الأربعاء الفائت، والذي تحول «المبدع الصقعبي» فيه إلى مبدع ينفي تهمة أو يوضح ويشرح مشروعه الروائي أو القصصي، ويوجه المتلقي إلى ما كان يقصد أو لم يقصد! حتى أن الأستاذ «المزيني» مقدم البرنامج اعتذر في حواره عن ذلك التحقيق الذي يجريه!! فليس من مهمة المبدع أن يقوم بذلك الدور الدفاعي، فجمال العمل الإبداعي أن تثار حوله التساؤلات، وأن يجعل المتلقي في حالة تساؤل دائم، ليقرأه في كل مرة بشكل مختلف. وليس من واجبات المبدع أن يجيب عن من كان يصور في تلك الشخصية، أو أن نتحرى أن تكون جزءا من شخصيته داخل عمله! فكلما كانت الرواية أو القصة أو القصيدة مثار جدل كانت أجمل، فالناقد هو من يبحث ويتحرى داخل ذلك العمل، والمبدع هو من ينام عن شواردها! وكم كنا سعداء بالتعرف إلى ذلك المثقف الراقي الأستاذ الصقعبي، وكم كانت رغبتنا شديدة في الحفر داخل تلك القوقعة الإبداعية لأعماله الجميلة، والتي تتسم بالرومانسية الغامضة، وسبب تلك العناوين الطويلة، ثم تحوله إلى واقعية سحرية، ولماذا كانت رائحة الفحم؟ إلا أني كنت أدعو طوال ذلك اللقاء أن ينتهي ذلك التحقيق الثقافي إلى خير، والحمد لله، أن كان!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة