أقام نادي القصيم الأدبي ممثلاً بجماعة السرد لقاءًً مفتوحاً وأمسية قصصية للقاص والروائي الأستاذ عبدالعزيز الصقعبي , قدمها الأستاذ إبراهيم الدغيري، وذلك في قاعة المحاضرات بمقر النادي ببريدة . وتحدث الصقعبي عن سيرته ونشأته وأبرز المراحل التي أثرت في حياته ونتاجه، وتنقلاته بين مدينة الطائف التي ساعدته على التشكل الثقافي وسط بيئة متنوعة تتسم بوسط ثقافي بريء وبين مدينة الرياض التي أتاحت له فضاءات واسعة للانطلاق والإبداع والفرص المختلفة من خلال التحاقه بجامعة الملك سعود وتفاعله مع أنشطتها . بعدها قرأ القاص نصوصاً من إنتاجه القصصي، فقرأ قصة (حارس النهر القديم)، ثم قرأ بعضاً من قصصه القصيرة "وحدة، عولمة، رقابة، استهبال" وعاد بعد ذلك لقراءة نص طويل نسبياً بعنوان (رغبة خاصة). كما أجاب القاص عبدالعزيز الصقعبي عن أسئلة الحضور حين تساءل الأستاذ عبدالله الوابلي باعتبار الصقعبي محسوباً على الحداثيين وموقفه منها فيما بعد عصر الحداثة، وأجاب بأنه لا يحب أن يتحدث عن الشأن الثقافي وتجارب الحداثة لأنه يحاول أن يركز على الإبداع بعيداً عن أي أطر أو حركات، ويقول يجب ألا نلتزم بالتصنيفات والمسميات وعلينا أن ننظر للإبداع مجرداً عن أي تصنيف كي لانسرق من هذا التيار أو ذاك، ويقول الصقعبي بالرغم من أنه عاش مرحلة الحداثة وتفاعل مع رموزها إلا أنه ليس حريصاً على أن يؤطر بتوجه معين، فيما تساءل د. حمد السويلم نائب رئيس نادي القصيم الأدبي عن مصادر التجريب عند الصقعبي، وكانت إجابة الضيف أنه قدم في الثمانيات أنساقاً مختلفة للإبداع وساهم في ذلك أن الضوء أو المواجهة في تلك الفترة لم تكن حاضرة كما كانت مع الشعر وهو ما أتاح له ولغيره من المبدعين فضاءً واسعاً من الحرية والإبداع، بينما كانت مداخلة د. منصور المهوس أمين عام نادي القصيم الأدبي عن الأثر الكبير الذي ساهم في صقل موهبته حين كان يقرأ للصقعبي في بدايته، وتساءل عن كون الصقعبي صحفيا منذ زمن طويل ومطلعا على المشهد الثقافي عبر الصحافة وعن الأثر السلبي الذي يجعل بعض الكتاب السرديين يقوم بتوظيف الصحافة لخدمته بالرغم من ضعف نتاجه، وبين أ. الصقعبي أن هذا الأمر يكاد يكون طبيعة إنسانية وهي محاولة استغلال المكان والعلاقات ليروج الفرد لطرحه، لكنه يحاول أن يبعد نفسه عن هذا التوظيف، وقال: إننا نعاني من مأزق التسويق الشخصي، لأن بعض الناس يملكون الكثير من العلاقات العامة ويستغلونها لترويج أعمالهم بالرغم من أنهم لايملكون حساً إبداعياً أو تجربة جيدة، ومن المؤسف أنهم يمثلون المملكة في الخارج وبالتالي يعكسون انطباعاً سلبياً عن الإبداع السعودي في الوسط الثقافي، وكانت مداخلة د. إبراهيم التركي عن المرجعية المكانية للصقعبي كونه تفاعل مع ثلاث مدن حيث القصيم موطن آبائه وأجداده وأقاربه والطائف منشأ حياته وطفولته بينما الرياضالمدينة التي عاش بها شبابه وكانت مكان وظيفته ومشهد إنتاجه، وذكر بأنه من الصعوبة أن يرجع انتماءه لمكان واحد، فكل مكان له دور في تشكيله وتكوينه.