تستقبل المؤسسات الثقافية العام الهجري الجديد، بمرحلة تطويرية جديدة ترسخ فيها الديمقراطية التي انتهجتها وزارة الثقافة والإعلام سواء من حيث الاهتمام بإنشاء الجمعيات المدنية الثقافية ودعمها وتعزيز تواجدها، أو من خلال بث الروح في الأندية الأدبية بفتح المجال للمثقفات والمثقفين بالانتظام إلى جمعيات عمومية للأندية الأدبية والإسهام برأيهم من خلال الأندية في المناطق والمحافظات. ثقافة الانتخابات الرؤية الثقافية التي تنطلق من الاستراتيجية الثقافية التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ترسخ الديمقراطية في الأندية الأدبية على وجه التحديد من حيث منح الجمعيات العمومية صلاحية اختيار رئيس وأعضاء الأندية الأدبية وفق انتخابات حرة يجريها المثقفات والمثقفون تنطلق مع نهاية مدة كل مجلس من مجالس هذه الأندية، ومن المتوقع أن تكون بداية الانتخابات في شهر صفر المقبل في أندية مكةالمكرمةوجدةوالرياض. مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الأفندي رأى أن الساحة سعدت باعتماد هذه اللائحة التي تؤسس لجمعيات عمومية وثقافة انتخابية تتيح الفرصة كاملة للمشاركة من الجميع، وقال: «أتمنى أن ترتقي هذه الجمعيات العمومية بالعمل الثقافي بما يواكب ما وصلت إليه المملكة من تطور في جميع المجالات»، وأضاف «اللائحة الجديدة ترسيخ ثقافة الانتخابات بين المهتمين بالوسط الثقافي». رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي قال في هذا السياق: «أتطلع إلى تطبيق فعلي للائحة، كما انتظر بشوق إقرار بنودها». حقوق المثقف وزارة الثقافة والإعلام وهي ترسخ هذه المنهجية الديمقراطية التي تضمن للمثقفات والمثقفين المشاركة في المشهد الثقافي عبر الانتخابات تنطلق من دورها التثقيفي الذي يصون حق المثقفة والمثقف في المشاركة في إدارة الشؤون الثقافية في الأندية الأدبية حيث تعتبر هذه الخطوة دعما قويا للقيم والمفاهيم النبيلة التي تعمل الوزارة على نشرها في المجتمع كحق التعبير وحق الاجتماع وحق الاختيار وحق الترشيح وحق الرقابة وغيرها من الحقوق التي أكدت على أهمية وضرورة تمتع المثقفات والمثقفين بها، طبقا لجميع المواثيق الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والثقافية، كما أن هذه الخطوة وسيلة فعالة لإيجاد بيئة مناسبة لتطوير مؤسسات الثقافية، وهنا يؤكد عبدالله الأفندي «أن الوزارة هيأت السبل والوسائل التي تمضي بالعمل الثقافي قدما». احتضان الشباب رأت الوزارة أنه لابد من لائحة جديدة متطورة تكرس رؤيتها وتواكب العصر فاعتمد بذلك وزير الثقافة والإعلام لائحة الأندية الأدبية الجديدة ومنح قدرا من الوقت لمجالس الأندية الأدبية لدراستها وتشكيل جمعيات عمومية من مثقفات ومثقفي المناطق والمحافظات، مع إتاحة المجال للجميع دون استثناء. إن المرحلة السابقة والتي شهدت فيها الساحة الثقافية اختلافا في الآراء، تعد تأكيدا على أن الاختلاف رحمة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اختلاف أمتي رحمة»، والاختلاف هو نبض وعنوان الحياة، فالحياة بلا اختلاف حياة ميتة، لكن رغم هذا الاختلاف كانت هناك رؤية واضحة ومعيار تسند إليه الساحة الثقافية في مجال التعامل مع القضايا والاختلافات داخل أروقة النادي، كما حدث في نادي الباحة الأدبي أخيرا، وخروج القضايا خارج دائرة الوزارة، كذلك في مجال التصلب في الرأي وإغلاق باب الحوار كما حدث في نادي المنطقة الشرقية وتقديم أعضائه استقالة جماعية قبل نهاية فترتهم، والذي اتخذت الوزارة اتجاهه تشكيل مجلس جديد راعت فيه ضرورة الدمج بين الخبرة والمواهب الشابة. مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الأفندي هنأ المثقفات والمثقفين بالعام الهجري الجديد، وقال: «على المثقفين المخضرمين أن يتيحوا الفرصة للشباب لأداء دورهم مع أصحاب الخبرة وأن يتيحوا لهم الفرصة للمضي بالفعل الثقافي نحو آفاق أوسع». إقرار جوائز الكتاب إن المتأمل في مستقبل مسيرة الثقافة والإعلام يلحظ أن كافة عناصر الإبداع متوفرة انطلاقا من تهيئة البيئة المحفزة على الإبداع، لكن بقي الرهان على المثقفين أنفسهم ومدى اجتهادهم لدعم الساحة الثقافية بإبداعاتهم سواء من حيث عودة الجوائز الشخصية الثقافية المهاجرة أو التواصل مع الأندية الأدبية في حلتها الجديدة ودعم المواهب الشابة وتقديم عطاءات تواكب ما وصلت إليه المملكة من مكانة عالمية في كافة المجالات، وهنا يتطلع الدكتور عبدالله الوشمي أن تشهد الساحة الثقافية خلال العام الهجري الجديد إقرار جوائز معرض الكتاب التي أعلن عنها وزير الثقافة والإعلام العام الماضي، إضافة إلى أن تكون المؤتمرات العلمية في الجامعات مساهمة في دعم الساحة من خلال مناقشة الشأن الثقافي الاجتماعي بشكل مباشر. هيئة المثقفين والكتاب لازال المثقفون مع انطلاقة العام الهجري الجديد يترقبون أن تكون لهم رابطة تخولهم المشاركة بصفة رسمية مع أقرانهم العرب من أعضاء الروابط والاتحادات الثقافية، حيث مازال المثقف السعودي بعيدا عن أقرانه العرب بصفة رسمية، وهذه هي المفاجأة التي تنبئ بها الشواهد التي لمسها ويلمسها المثقفون من الجنسين منذ تسلم الأديب عبدالعزيز خوجة ملف الثقافة، حيث قدم للمثقفين في أول أيامه قناة تهتم وترصد إبداعاتهم ومساهماتهم وتبرز مبدعي هذا الوطن للعالم. ويرى عضو النادي الأدبي في جدة الدكتور يوسف العارف أنه حان الوقت ليكون للمثقفين والكتاب هيئة ينطلقون من خلالها إلى العالم، وقال: «أتمنى في العام الجديد أن تستحدث جوائز للشباب والمثقفين من الجنسين تتبع جائزة الدولة التقديرية في الآداب».