تنامى الجدل في أوساط المثقفين في كافة مناطق المملكة حول بعض الشروط التي حددتها لائحة الأندية الأدبية، فيما يخص الراغبين في الانضمام للجمعيات العمومية في الأندية الأدبية. ورأى مثقفون وأدباء أن اشتراط اللائحة بأن «يكون العضو حاصلا على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، أو يكون لديه منجز أدبي مطبوع»، كفيل بإقصاء عدد من المثقفين ممن تشهد الساحة الثقافية بجهودهم وبصماتهم المميزة. رؤساء الأندية الأدبية تباينوا فيما بينهم بخصوص تطبيق هذين الشرطين، ففي الوقت الذي رأى بعضهم التمسك بالشرطين لتقنين الترشيح على فئة معينة من المهتمين والدارسين للغة وآدابها، رأى آخرون عدم التقيد بذلك، مؤكدين الاكتفاء بالمؤهل الجامعي دون تحديد التخصص لينفتح النادي على فئات المجتمع وشرائحه المتعددة، وفضل آخرون اعتماد الشرطين مع استثناء بعض الأسماء البارزة في المشهد الثقافي في حالة رغبتهم في الانضمام للنادي، لافتين إلى أن الاستثناء يأتي بعد التصويت على المترشح من قبل أعضاء مجلس إدارة النادي، على أن يفوز المترشح بالأغلبية في التصويت. «عكاظ» حملت تساؤلات المثقفين وتباين رؤساء الأندية الذي يشي بغموض اللائحة إلى مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الأفندي ليؤكد «أن اللائحة واضحة في هذا الإطار»، مضيفا «أكدت اللائحة أن لمجالس إدارات الأندية الأدبية الحق في استثناء من ترى بأنه يستحق دخول الجمعية العمومية ولا ينطبق عليه شرط المؤهل أو المنجز الأدبي». وزاد الأفندي «هناك أسماء كبيرة ساهمت بشكل كبير في الحراك الثقافي في الداخل والخارج، ولكن لا تنطبق عليها هذان الشرطان، وبالتالي فإن لإدارة كل نادٍ الحق في قبول هذه الأسماء الكبيرة وفق النظام، حيث يتم قبولها بالإجماع أو بالأغلبية من قبل مجلس الإدارة ومن ثم تسجيلها وعرضها على لجنة الانتخابات لاعتمادها». نحاول استيعاب النخبة من جهته، أكد رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن نادي جدة الأدبي اشترط أن يكون المؤهل درجة البكالوريوس في اللغات وآدابها، أو أن يكون للمرشح نتاج أدبي، ولفت القحطاني إلى أنه قام بإرسال عدد من الدعوات للمثقفين ممن لم يتقدموا أمثال الدكتور عبدالله مناع وغيره من المثقفين للمشاركة في الجمعية العمومية. واستطرد القحطاني «نادي جدة الأدبي سيغلق باب الترشيح منتصف هذا الشهر، ولكن هناك احتمال بتمديد الفترة لفتح المجال لانضمام كثير من أهل الأدب والثقافة، حيث إن جدة مدينة تزخر بعدد كبير من الأدباء والمثقفين». وأضاف «هناك أسماء كبيرة لها باع طويل في الحراك الأدبي والثقافي، ومن المستحيل أن تقصى عن المشاركة ونحن سنقوم بدراسة مستفيضة لهذا الجانب في محاولة لاستيعاب النخبة من المثقفين». وردا على سؤال ل «عكاظ» حول عدد أعضاء مجلس الإدارة الحالي ممن لا تنطبق عليهم شروط اللائحة، قال «في الحقيقة لا أستطيع الحصر حاليا، ولكن أعتقد أن هذه ضريبة الانتخابات، ولا بد من العمل الجاد والصادق في سبيل تطوير الأندية الأدبية، ومن المبكر الحديث عن المغادرين من نادي جدة الأدبي». وعن إمكانية ترشيح أسماء كبيرة في المشهد الثقافي لا تنطبق عليهم الشروط، أفاد القحطاني «ستتضح الصورة تدريجيا، وإذا وجدنا أن هناك عددا كبيرا من المثقفين لا تنطبق عليهم الشروط سنحاول أن نكتفي بدرجة البكالوريوس في مختلف التخصصات، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع». لا تحديد للتخصص وفي سياق متصل، أكد رئيس نادي مكة الأدبي الدكتور سهيل قاضي أن أدبي مكة اكتفى بدرجة البكالوريوس في أي علم من العلوم دون تحديد التخصص للترشيح للجمعية العمومية للنادي. وأشار قاضي إلى أن باب الترشيح للعضوية أغلق أبوابه مساء الخميس الماضي، مضيفا «إن لم يكن لدى المرشح الدرجة العلمية المطلوبة يكتفى بالنتاج الأدبي له، وما عدا ذلك يستبعد من الترشيح إلا إذا ظهر لدينا ما يثبت عكس ذلك». ولفت قاضي إلى أن جميع أعضاء مجلس الإدارة الحالي تنطبق عليهم الشروط في حال تقدمهم للجمعية العمومية، مؤكدا أنه لم يرشح نفسه للجمعية العمومية، مفضلا الاكتفاء بما قدمه في الفترة السابقة، وإتاحة الفرصة لدماء جديدة تواصل المسيرة. وخلص قاضي لمطالبة الإعلام بالوقوف مع الأندية الأدبية وإبراز الدور الثقافي لها وعدم تحميل هذا الموضوع أكثر مما يحتمل. الباب مفتوح للجميع رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الوشمي قال «إن أدبي الرياض يتشرف بانضمام كافة الأدباء والمثقفين إلى جمعيته العمومية، حيث إن النادي يفتح أبوابه للجميع، انطلاقا من الرؤية الكبرى التي يتأسس عليها، وهي المساهمة في نشر الثقافة والإبداع، وما يتصل بها من الشراكة الفعلية بين مختلف شرائح المجتمع وأنماطه الثقافية، ويكبر النادي بالمنتمين إليه وبآرائهم وتطلعاتهم الثقافية، إذ تصبح الجمعية العمومية سبيلا لرسم الخطط العليا للنادي». وأضاف «لقد أقر مجلس الإدارة المستوى الجامعي دون تحديد التخصص لينفتح النادي على فئات المجتمع وشرائحه المتعددة؛ وإيمانا بأن الثقافة والأدب لا ينتميان إلى إطار علمي دون آخر». مخاطبة الوزارة وأوضح رئيس النادي الأدبي في المدينةالمنورة الدكتور عبدالله عسيلان «أن أدبي المدينة اشترط أن يكون المؤهل العلمي للمرشح لدخول الجمعية العمومية في اللغات وآدابها، أو أن يكون له نتاج أدبي» مضيفا «تم تحديد مؤهل اللغات وآدابها لكي لا يكون الباب مفتوحا على مصراعيه، ورغبة في تقنين المرشحين للدخول في الجمعية العمومية». وفيما يخص الأسماء الثقافية اللامعة التي لا تنطبق عليها شرطا المؤهل والمنجز الأدبي، قال «اتفق أعضاء مجلس الإدارة على أن يكون هناك استثناء لبعض الأسماء من المثقفين والأدباء الذين لهم إسهامات بارزة في المجال الأدبي والثقافي، والذين لا ينطبق عليهم هذان الشرطان سيتم مخاطبة الوزارة في هذا الجانب».