لم يعد بوسع أحد أن يتهم الرقاة بالتخلف عن مواكبة العصر والعجز عن الاستفادة من منجزاته بعد أن برهنوا على أنهم قادرون على التحول من زمن البصق على المريض الذي يعالجونه وجلده بالخيزران أو إكراهه على أكل التراب إلى زمن أصبحوا فيه يستخدمون الصعق الكهربائي من أجل إخراج الجن من أجساد من يتلبسونهم من البشر. وإذا كانت الأخبار قد تناقلت وفاة شابة مريضة على يد راق نتيجة استخدامه للصعق الكهربائي أثناء الرقية، فإن علينا أن نكون منصفين فلا نصادر، نتيجة هذا الخطأ الطبي العابر، جهد الراقي ومحاولته، العلمية جدا، الهادفة إلى استثمار وسائل التقنية الحديثة في تطوير علم الرقيا، ويمكننا أن نعتبر تلك الفتاة شهيدة ذهبت ضحية محاولة جادة من أجل تطوير العلم وتحديثه، وينبغي الاستفادة من تلك التجربة وإخضاعها للدرس والتحليل وذلك لمعرفة مقدار الجرعة الكهربائية التي ينبغي إعطاؤها للمريض لضمان خروج الجني منه مع عدم خروج روحه بصحبة ذلك الجني. ولعل الراسخين في علم الرقيا الحديث يتمكنون، مختبريا، من معرفة أنواع الجن والشحنات الكهربائية التي يمكن لها أن تطردهم بناء على انتماءات أولئك الجن العرقية والمذهبية والطائفية لكي يتمكن الرقاة بعد ذلك من استخدام الشحنة اللازمة بناء على تحديدهم لجنس الجني المتلبس وقبليته وتوجهاته مما يقلص حجم المخاطر التي يتعرض لها من تتم معالجتهم بطب الرقيا الحديث. ويمكن اعتبار طرد الجن باستخدام الصعق الكهربائي خطوة نحو فتوحات ومنجزات علمية جديدة نساهم بها في تطوير العلوم الحديثة، وهي خطوة تقود إلى التفكير في استخدام تقنيات النانو القادرة على مطاردة الجن في أصغر الخلايا، وكذلك استخدام أشعة الليزر والأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى الطرد الكيميائي للجن، على نحو يمكننا معه أن نعتبر أية مساءلة لهذا الراقي أو معاقبة له، لمجرد موت المريضة على يديه، جناية في حق العلم الحديث يمكن لها أن تزيد من الهوة التي تفصل بيننا وبين استثمار المنجزات التقنية وتعطل فرص مشاركتنا الأمم المتقدمة في الوصول إلى ما يمكن أن يخدم البشرية جمعاء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة