بعد قتل فتاة القصيم على يد «راقي» أراد صعق الجني بالكهرباء، أسرع من يدعون بأنهم متخصصون في الرقية بمطالبة الجهات المختصة التدخل لتنظم العمل «الضرب» في هذه المهنة التي تحقق أرباحا طائلة عن طريق الجلد. فما هو هذا التنظيم الذي يراد وضعه؟ يشرح الراقي الشرعي الشيخ سلطان الصالح لجريدة الوطن ماهية التنظيم، فهو يرى بوجوب تنظيم عمل الرقاة وسن قوانين من الجهات المختصة وتكثيف مراقبة الجهات المسؤولة للرقاة وأساليبهم في الرقية، وأن على هذه الجهة المسؤولة التي لم يحددها أن تستخدم رقما هاتفيا مجانيا للتبليغ عن الرقاة الذين يشذون عن القاعدة، ويستخدمون الأساليب غير الشرعية لإيقافهم، مع أنه لا يحدد لنا ما هي القاعدة في الأصل؟ بعد أن وضع الصالح قوانين وأنظمة ضبابية، حمل أسرة الفتاة المقتولة على يد راق المسؤولية، لأن الأسرة لجأت للشخص الخطأ، الذي يستعمل الصعق الكهربائي. علي أن أنبه أن الشيخ الصالح لا يؤمن بأن الرقية قائمة على قراءة القرآن فقط، فهو يرى أن الضرب لا يستخدم إلا إذا كان الجسد متلبسا من قبل الجني بنسبة 100 في المائة، وأن على الراقي التمييز بين ضرب الجني وضرب المريض، فقد يكون الأخير في حالة هيجان ويظن الراقي أنه الجني. كيف يمكن التمييز بين الجني وبين المريض في جسد واحد؟ الراقي الشيخ السلطان لا يخبرنا، لكنه وليجد دعما من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يطالب الجهة المختصة «التي لم يحددها» بزيادة عدد أفراد اللجنة الميدانية بالهيئة المتخصصة في البحث عن الرقاة. أذكر في الثمانينيات كان هناك راق في المدينة حقق الملايين من وراء ضرب البشر لإخراج الجن، ثم وبعد أن أصبح مليونيرا أكد في حوار لجريدة «المسلمون» أنه لا يؤمن بتلبس الجن للإنس، وحين سأله المحاور «تركي الدخيل» هل ستعيد المبالغ للناس بعد أن تأكدت بأن الأمر مرتبط بالأمراض النفسية؟ ابتسم ولم يجب، وكأن ابتسامته تقول للدخيل: «أنت مهبول». اليوم ما زال الرقاة يحققون الملايين من وراء أغلب أفراد المجتمع الطيبين الذين يدفعون الأموال ليضربوا. اليوم أيضا نحتاج لأن يتحرك الأطباء النفسانيون للتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء مستشفيات نفسية قائمة على التبرعات، نحتاج لمزيد من الوعي. وربما يقرر أفراد المجتمع صب تلك المليارات المهدرة في هذه المستشفيات، بدل أن تدفع لأشخاص يضربونهم مع أنهم ليسوا «ماسوشيين» ليتمتعوا بالضرب. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة