عمري( 19 عاما)، طالبة جامعية، منذ خمسة أعوام بدأت أنتف شعر رأسي، مع أني أحرص دائما أن أترك هذه العادة وأتجاهلها لأنها سببت لي الكثير من المشاكل الصحية والكثير من الإحراجات، فنتف شعر رأسي قد يصل بي إلى درجة أني أنتف الشعر حتى تسيل الدماء من فروة رأسي. مع العلم أنه قبل أن أنتف شعر رأسي أشعر بحكة شديدة ورغبة في نتفه، وتزيد رغبتي عندما أكون جالسا أمام شاشة التلفزيو، أو عند مذاكرتي لدروسي، أو جلوسي خلف جهاز الكومبيوتر، أو عندما أجلس مع نفسي أفكر في أمر ما أو أثناء استماعي للمحاضرات في الجامعة . عادة نتف شعر رأسي سببت لي الصلع، وأصبحت دائمة الحرج مع نفسي والآخرين، وبت لا أستطيع أن أكشف شعر رأسي دقيقة واحدة خشية سخرية الآخرين مني. حاولت كثيرا أن ابتعد عن هذه العادة وحاولت أن أذهب إلى استشاري نفسي بحثا عن علاج لكن أهلي يرفضون ذهابي للطبيب، ووصلت إلى مرحلة كرهت فيها الزيارات والاجتماع بالناس.. ماذا أفعل؟ سمراء نتف الشعر سواء كان شعر الرأس أو الحواجب أو أهداب العين إنما هو عرض واضح لقلق عال لديك، ومشكلتك أساسا يمكن وصفها بأنها مشكلة قلق تعانين منه، ويبدو أن هذه المعاناة منذ أمد ليس بالقليل، وصار مستحكما، كما صار نتف الشعر سلوكا قهريا مستحكما ليس من السهل التخلص منه، بدليل أنك ذكرت ملاحظتين، أولاهما وجود الحكة الشديدة والرغبة في القيام بعملية نتف الشعر، والملاحظة الثانية أن هذه الرغبة تزداد كلما عشت لحظات القلق أو جلست وحيدة، لذا علاج المشكلة يكمن في علاج السبب، وبهذا المعنى فلابد من علاج القلق، ويبدو أنك بحاجة لعلاج دوائي وبسرعة لأن المشكلة استفحلت وتعمقت جذورها، كما أنصحك بعلاج سلوكي إضافة إلى العلاج الدوائي، ولاشك أن العلاج السلوكي سيتناول عدة جوانب أبرزها تعديل نظرتك للحياة أو ما يسمى «فلسفة حياتك»، إضافة إلى ما يراه المعالج الذي ستراجعينه من أساليب مناسبة للعلاج، أما عن عدم رغبتك الاجتماع بالآخرين هو أمر طبيعي نتيجة ما تعانينه من عدم ارتياح لمنظر رأسك وشعرك، ونتيجة لعدم الارتياح هذا صرت غير راغبة في الاجتماع بالناس حتى لا يرون منظر رأسك الذي لست راضية عنه، ولكن عليك أن تتذكري أن المشكلة ليست في منظر شعر رأسك وإنما في الأسباب النفسية التي تكمن وراء هذا المنظر، أما عدم رغبة أهلك في ذهابك للطبيب النفسي فيمكن أن يعينك على تذليله بعض من أهلك الواعين بأهمية الطب النفسي والعلاج النفسي ولا ينبغي الرضوخ لفكر أهلك غير المنطقي وغير الصحيح تجاه الطب النفسي، ويمكن الاحتيال على هذه الناحية من خلال الاستعانة بطبيب مقرب من الأسرة وعليك أن تتحدثي إليه حديثا صريحا توضحين له أنك تعانين من درجة عالية من القلق وأنت بحاجة إلى دعمه ومساندته بحيث يتمكن من إقناع أهلك بالسماح لك بالذهاب إلى طبيب نفسي، وربما الأجدى والأنفع لك أن تطلبي منه تحويلك إلى طبيب نفسي يعرفه ويثق به.