من حق الوطن أن يفرح، ومن حقه علينا تهنئته، والوقوف والتصفيق احتراما لهذا الإنجاز الوطني الوليد الذي سيرسم معالم مرحلة جديدة في مسار التعليم الذي يسبق النهضة. اليوم نحتفل بسعودية إنتاج، سعودية غزلان من طراز آخر، غزلان نهضة وريادة، تجوب معارض السيارات العالمية، إنها الغزال الأخضر الغزال (1). في السابق، كان الغزال رمزا للرشاقة والسرعة، واليوم يرمز لجهود وعمل دؤوب طلت ملامحها في الأفق منذ اليوم الأول لإدراة جامعة الملك سعود الجديدة، والتي كان البعض بين مشكك في تلك الجهود وآخر مؤكد، ولكن إنتاج الغزال أثبت رشاقة فكر إدارة الجامعة التي غيرت مسار العمل فتغيرت النتائج. مليار و800 مليون ريال هي حجم الاستثمارات المخططة في مشروع السيارة الوطنية و20 ألف سيارة هي الكمية خلال السنوات الثلاث الأولى بعد توطين التقنية، وهذا يعني أن متوسط سعر السيارة ربما يكون في حدود 90 ألف ريال، وهو رقم يعد مقبولا، خصوصا على المواصفات الفنية للسيارة. المطلوب الآن تعزيز النجاح بنجاحات، تبدأ من مسار التعليم العام والعالي، فقد آن الأوان لإعداد مسار يعنى بالتصنيع في التعليم العام، بحيث يكون المسار بوابة لتعزيز قدرات الأجيال القادمة في مجال استيعاب وإدراك تقنيات التصنيع بشكل احترافي علمي وعالمي يدعم في الحاضر مجال إنتاج السيارات وغدا صناعات أخرى، وبالتالي مزيد من الفرص الاستثمارية والوظيفية التي يمكن أن تخلقها الأجيال القادمة، كما فعلت أجيال الحاضر في الهند وروسيا والصين عندما تم تأهيلها علميا بشكل متميز، وفي الوقت نفسه تطوير القدرات الذهنية الوطنية سيساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية خلال العقدين القادمين والمنافسة إقليميا وعالميا بعد ذلك. المطلوب الآن تحفيز الاستثمار في مجال إنتاج السيارات الوطنية من خلال الإقراض بإعفاءات من الفوائد خلال السنوات الأول للمشروع، ودخول صناديق الاستثمار الحكومية كشركاء في رأس المال، وكذلك تخصيص جزء من احتياجات القطاع العام من السيارات من ذات المركبة الوطنية قبل البدء بالإنتاج لتحفيز المستثمرين على اكتساح مجال التصنيع، وخصوصا أن سوق السيارات في المملكة مشجع، فإجمالي مبيعات السيارات سنويا يقدر ب 520 ألف مركبة بإجمالي قيمة مبيعات 42 مليار ريال، حسب إحصاءات العام 2008، مما يعطي ثقة في سوق السيارات الوطني. الواقع يشير إلى أن إنتاج الغزال اعتمد بشكل أو بآخر على خبرات أجنبية عالمية، وهذا بحد ذاته مؤشر جيد على مستوى جودة الطراز الأول من المركبة، ويأتي الآن دور استثمار طاقات المبدعين والموهوبين والمخترعين السعوديين من خلال دراسة وفهم أجزاء المركبة، وبالتالي تتاح لهم فرصة الابتكار، فربما ينجحون في ابتكار أجزاء بديلة لأخرى أصلية في المركبات الحالية ويحققون ثورة في مجال صناعة السيارات، وهو ما يعزز من قدرة هذه الصناعة الوطنية الوليدة ونقلها من مرحلة المحاكاة إلى مرحلة التطوير، وبلا شك مثل هذه الخطوة تتطلب مزيدا من الجهود المركزة وضخ موارد مالية عالية على فرق العمل في الأبحاث والتطوير التي تكون نتائجها محفوفة بالمخاطر، كون الابتكار لا يمكن التنبؤ به قبل بدء مسار العمل. أبارك للجميع هذا الإنجاز الوطني، وأتمنى من الله أن يكون خريطة الطريق للعالم الأول، العالم الذي ينتج أكثر مما يستهلك، وسلامتكم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة