على مسرح الواقع النصراوي، لا يوجد من يمكن أن يعقد معه رهانات الغد المشرق، إلا الأمير فيصل بن تركي الذي يتفق عليه الجميع، وإن لم يتفقوا معه في بعض الرؤى، عدم الاتفاق الجمعي معه، لا يعني زرع الألغام في طريق المسيرة، فالنصر يعبر مرحلة تاريخية غاية في الأهمية، لا مكان للفشل فيها؛ لأن الفشل لا سمح الله سينتزع النصر من مشارف المستقبل إلى الدائرة الضيقة، لذلك فالمنطق والعقل يقولان للنصراويين: رئيسكم هو رهانكم الأوحد الآن، ما لم ينفلق الصبح عن رجل من زمنٍ آخر، ساندوه حتى لا تخسروه.. يقول عنه رفيق دربه الكابتن علي كميخ: «عندما يعطيك رأيا فتأكد أنه قتل مشاعره قبل أن يحدثك، ومن يعتقد أن ماجد يتعامل مع الأحداث ببرود فهو لا يعرفه، ماجد رجل قادر على إخماد براكين تفاعله، لذلك دائما ما يصل للهدف بطريقة مدهشة»، تذكرت هذا الحديث الذي جرى بيني ومدربنا القدير، وأنا أقرأ حديث سيد مهاجمي آسيا في صحيفة الحياة، في ذات الحديث اتجه ماجد نحو الهدف بذات الطريقه التي كان يتجه فيها للمرمى لتسجيل أهدافه الخرافية، لم يصطدم بأحد، ولم يدع عواطفه وانفعالاته تغير المسار، ماجد قدم رؤى خبيرة عن الأوضاع الفنية والإدارية في نادي النصر، أيها النصراويون أعطوا خبيركم قيمته وأسمعوه، حتى لا تخسروه.. بالرغم من تعاقب الأجيال، إلا أن المتأمل في الأفق النصراوي، يلمح بسهولة جيلا يحمل مشاعل الشمس، لا أضواء خادعة حوله، ولا صخب موسيقى المسيرات ترافقه، فقط وهج من المهارة، وقاعدة تأسيسية من البناء الفني والنفسي المتين، ومع ذلك هناك من يضغط على صانع القرار، بجلب هذا اللاعب أو ذاك من أندية الوطن، أكثر هذا الضغط غير بريء من تهمة تضييق الحصار على رئيس المرحلة، نصيحة ممن تابع خطوات صناعة هذا الجيل خطوة بخطوة، هذا الجيل يحمل لكم صكوك الغد المشرق، لا تستهينوا به فتهملوه، اهتموا به، حتى لا تخسروه.. خضع لحصار إعلامي رهيب، حتى أنه في فترات معينة، ألغي مكانه في المشهد، ولكنه فجأة ظهر كالمارد من تحت الرماد، فتسيد الأطروحات وقلب المعادلات، ودفع التساؤلات التي ما زالت تجوب الملاعب والاستديوهات وغرف التحرير، الطرقات والمطارات، المكاتب والمنازل، لتفتش عن أسرار جماهير الشمس، هذا الجمهور الاستثنائي، يستحق معاملة استثنائية، بالصدق معه، وإطفاء ضمئه، بصفقات أجنبية تكمل عقد جيله المحلي المضيء. يا رجال النصر، لا تفرطوا بهذا الكنز الثمين، اعملوا على تنميته ورضاه بالعمل المسؤول، فكل قرار تتخذونه يمس ملايين من عشاق الشمس، استشعروا قيمة هذا المدرج المضيء، في كل خطوة تخطونها في مسار العمل، حتى لا تخسروه.