أصبحت الكتابة عن جماهير الشمس تضع الكاتب في دائرة شبهات البحث عن الجماهيرية، وهي تهمة تتطابق مع تهمة الكتابة عن سيد مهاجمي آسيا الكابتن ماجد عبد الله، سواء كانت الكتابة بالحبر الأسود أو بحروف من ضوء الشمس، ولكن من هو الكاتب الذي يستطيع أن يسيطر على مفردته، ليمنعها من التفاعل مع كرنفال الشمس، الذي اعتادت جماهير الشمس أن تقيمه بعفوية لا يحركها إلا عشق هادر في بيادر المشاعر. مساء أمس الأول السبت، أقامت هذه الجماهير الأسطورية كرنفالها الأول للموسم الرياضي القادم، حيث اعتادت هذه الجماهير أن تجعل من التمرين الأول لكل بداية موسم مناسبة نصراوية خاصة تعرض فيها مشاعرها وآمالها، وتعبر فيها عن مكنونات أفئدتها على مرأى ومسمع من الوسط الرياضي، وتوجه رسائل متعددة ذات مضامين واضحة للقوى المحركة لنصرها.. تسعة آلاف مشجع كتبوا على رداء مساء ضاحية العريجا رسالة حب وعرفان وتأييد وتضامن ورضا، عن جميع ما قام به رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي من تعزيزات لصفوف فريقها، من خلال التعاقدات المهمة التي أبرمها مع الجهاز التدريبي أو مع اللاعبين، وظهر ذلك جليا في العبارات المؤيدة التي رددتها هذه الجماهير التي لا تعرض مشاعرها في المزاد.. الجهاز التدريبي الجديد بقيادة زنغا واللاعبون الأجانب فوجئوا بكرنفال الشمس، حتى وهو لم يستطع أن يتخطى الرقم تسعة آلاف مشجع، لظروف الامتحانات ومباريات كأس العالم، وحسب مصادر مطلعة، أن زنغا فهم الرسالة، حيث اجتمع مع أعضاء فريقه التدريبي ومع اللاعبين الأجانب في وقت متأخر من ليلة التدريب الأول، وأبلغ الجميع أن المضي في طريق العمل الجاد هو أبسط رد لجميل هذه الجماهير الأسطورية.. صيحات الاستهجان التي صدرت من المدرج المضيء، هي احتجاج عفوي على (المعارضة الصوتية) والتي أتمنى منها أن تقرأ الرسالة جيدا، وأن لا تذهب خلف تفسيرات عقيمة لما حدث، فجماهير الشمس عصية على البرمجة والتوجيه؛ لأنها منذ زمن شارع العصارات وهي تعبر عن رأيها من خلال المدرج بكل استقلال وحرية، ولا يمكن لأية قوة أن تؤدلجها أو تعيد توجيه بوصلة مشاعرها، وليس من مصلحة المعارضة أن تذهب إلى هذا التفسير؛ لأن الذهاب إليه لا يعني إلا تحقير جماهير الشمس، والاعتراف بانكشاف المعارضة، وقوة وسطوة ما تسميه بالفكر الوصي، وعلى من وجهت نحوه صيحات الاستهجان أن يعرف أنه يعيش مواجهة مفتوحة مع جماهير الشمس، قد تستمر في التمارين والمباريات المقبلة. قطار النصر غادر المحطة الساكنة بقوة دفع جماهيره، التي تسيره على قضبان التغيير الممدود نحو الأفق المشرق، ومن أراد الركوب فيه عليه أن يدفع ثمن التذكرة، أما من اختار البقاء في محطة السكون ليمارس فيها الضجيج، عليه أن يدرك أنه أصبح صوتا في الفراغ.