رأى الباحث الدكتور حمادي صمود أن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدفع مجتمعه وأمته إلى الاستفادة من المعرفة إيمانا منه، بأن المعرفة تركة بشرية يأخذ الانسان منها ما يريد، ويضيف إليها، ويساهم في إغنائها ضمن عقلية يسودها الانفتاح على الغير والحوار معه، والتسامح، وهذا كله يشرف كل من يفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بما أنها مسؤولية». وأبدى صمود فرحته العارمة بفوزه بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة مناصفة في مجال «العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية». وقال صمود ل«عكاظ»، التي اتصلت به في مقر إقامته في تونس فور إعلان أسماء الفائزين بالجائزة أخيرا: «شعوري شعور غامر بالفرح، والاعتزاز والمسؤولية.. فالإنسان الذي يعمل يفرح أن يوضع عمله في هذا المستوى الراقي الذي تمثله جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وتابع صمود معبرا عن شعوره بالفوز «شعور بالاعتزاز والشرف لارتباط هذه الجائزة باسمه هذا الملك الذي لا يذخر جهدا لوضع الثقافة العربية الاسلامية في حضرة ما يقع في العالم من علوم». ورأى صمود صاحب كتاب (بلاغة الانتصار في النقد العربي القديم) «أن الفوز بجائزة في هذا المقام وهذا المستوى أمانة في عنق الفائز بها، تحمله على أن تكون أعماله المقبلة في مستوى العمل الذي أحرز به الجائزة إذا لم نقل أحسن من ذلك؛ باعتبار أنها تحفزه على مزيد من الجهد والاستمرار في العمل والمواظبة عليه». وأعرب عن مدى فخره بهذه الجائزة، مقدرا دلالتها الرمزية والمادية، لاسيما وهي جائزة للترجمة والانفتاح على الآخر، والتعامل معه بعيدا عن التعصب، وعن كل اشكال التقوقع الثقافي. وأعلن مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة، وذهبت جائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات للهيئة المصرية العامة للكتاب، وجائزة فرع العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية (مناصفة) بين كل من: الدكتور محمد الخولي، الدكتور عبدالقادر مهيري، والدكتور حمادي صمود، وجائزة فرع «العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية» (مناصفة) أيضا بين كل من: الدكتور شريف الوتيدي، الدكتور عصام الجمل، الدكتور ناصر العندس، الدكتور أحمد العويس، الدكتور عبدالله القحطاني. وحجب المجلس جائزة مجال «العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»، لعدم ارتقاء مستوى الأعمال المرشحة إلى مستوى المنافسة على نيل الجائزة، كما حجب جائزة مجال «العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»، لعدم ورود أية ترشيحات للمنافسة على جائزته. وقرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراء لها وتعزيزا لنقل الفكر والثقافة ودعما للحوار بين الحضارات، وهما البروفيسور الفرنسي أندريه ميكيل، والبروفيسور العراقي عبدالواحد لؤلؤة. ومنحت الجائزة للدكتور عبدالقادر مهيري، والدكتور حمادي صمود، عن ترجمتهما لكتاب «معجم تحليل الخطاب» من اللغة الفرنسية؛ ألفه مجموعة من 29 أستاذا جامعيا في فرنسا، وأشرف على إنجازه كل من الدكتور باتريك شارودو، والدكتور دومينيك منغنو. ويعتبر «معجم تحليل الخطاب» عملا موسوعيا جامعا لكل النظريات المرتبطة بتحليل الخطاب، وقد حقق مكانة مرموقة وأصداء جيدة لدى المختصين في علوم اللغة عامة والمختصين في تحليل الخطاب خاصة، وبالرغم من ضخامة العمل وعمق موضوعاته فقد وفق المترجمان في نقله إلى اللغة العربية نقلا سليما خاليا في مجمله العام من الخلل، متصفا بتماسك الجمل وتناسق العبارات ووضوحها عند المتلقي، ومطابقا لكامل أجزاء العمل الأصل فمثله خير تمثيل، وأوفى بحقوق الملكية الفكرية عبر الحصول على إذن بترجمته، وزاد من قيمته ما ألحقه المترجمان بالعمل من إيراد لكشافات المصطلحات والمداخل والإعلام.