أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أن الترجمة ليست مجردَ نافذةٍ مفتوحةٍ على عالم الآخر، إنما قناة ينفذ من خلالها التفاعل الإيجابي المميز بين الثقافات والحضارت، وهو «ما يؤكد أهمية أولويات الاختيار القائمة على خطة استراتيجية تخدم أهدافنا الوطنية والعربية وترتبط بقدرتنا على التأثير؛ من خلال مشاريع الترجمة، دعماً لما يرتبط بصورتنا الحضارية التي نريد الحفاظ على ثوابتها النسبية من جهة؛ وتشكيل صورتنا التي نريد إيصالها إلى الآخر من جهة أخرى»، مشيراً إلى ما يتطلّبه ذلك من ضرورة استثمار المشاريع العربية للترجمة المتنوعة، «وما يصاحبها من زخم إعلامي وما تثيره من اهتمام عالمي وما تحظى به من عناية رسمية وشعبية، لتفعيل مشروع الترجمة العربي الكبير والمؤثِّر في يقظتنا العلمية ووثبتنا الحضارية المنشودة». جاء ذلك خلال حفلة إعلان أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، في دورتها الثالثة لعام 2009، التي حضرها عدد كبير من المفكرين والمثقفين والإعلاميين يتقدمهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. في ما أوضح نائب المشرف العام على المكتبة الدكتور عبدالكريم الزيد أن الجائزة «استطاعت أن تحوز رضاء النخب الثقافية والعلمية في الجامعات والمؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى التنافس الجهات والشخصيات لنيل الجائزة في دورتها الثالثة. وقال إن الجائزة على رغم حداثة عمرها، «إلاّ أنها باتت تتمتع بحضور دولي وهو أمر يبعث على التفاؤل والثقة بتكريس عالمية الجائزة؛ كي تسهم في ترسيخ المبادئ التي ينادي بها خادم الحرمين الشريفين، من خلال رعايته هذا المشروع الثقافي والعلمي العالمي؛ حيث استقبلت الجائزة في هذه الدورة 118 ترشيحاً من 23 دولة». عقب ذلك أعلن أمين الجائزة الدكتور سعيد بن فائز السعيد أسماء الفائزين بالجائزة في فروعها المختلفة، أولاً: منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات: ل «الهيئة المصرية العامة للكتاب «نظراً إلى تميز جهودها في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية من حيث غزارة الإنتاج وتنوع المواضيع وجودة مستوى الترجمة. ثانياً: منح الجائزة في مجال «العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية «(مناصفة) بين كل من: الدكتور محمد الخولي، عن ترجمته لكتاب «انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم»، من اللغة الإنكليزية، والفائز الثاني هو الدكتور عبدالقادر مهيري، والدكتور حمادي صمود، عن ترجمتهما لكتاب «معجم تحليل الخطاب» من اللغة الفرنسية. ثالثاً: قرر مجلس أمناء الجائزة حجب جائزة مجال «العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»؛ لعدم ارتقاء مستوى الأعمال المرشحة إلى مستوى المنافسة على نيل الجائزة. رابعاً: منح الجائزة في مجال «العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية» (مناصفة) بين كل من: الدكتور شريف الوتيدي، والدكتور عصام الجمل (أستاذا الجراحة بجامعة الملك سعود)، عن ترجمتهما لكتاب «أسس الجراحة العصبية» من اللغة الإنكليزية، لمؤلفه آندريو كي. والدكتور ناصر العندس، والدكتور أحمد العويس، والدكتور عبدالله القحطاني، عن ترجمتهم لكتاب «الكيمياء الفيزيائية» من اللغة الإنكليزية؛ لمؤلفه بيتر آتكنز أستاذ الفيزياء الكيميائية بجامعة أكسفورد، خامساً: قرر مجلس أمناء الجائزة حجب جائزة مجال «العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»؛ لعدم ورود أية ترشيحات للمنافسة على جائزته. سادساً: انطلاقاً من رؤية الجائزة إلى الترجمة أداةً فاعلة في التواصل الحضاري والثقافي وعاملاً من عوامل التقدم العلمي والفكري، وتنشيطاً لحركة الترجمة وتقديراً للمبرزين من المترجمين؛ فقد قرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات، وهما كل من: البروفيسور أندريه ميكيل، فرنسي الجنسية، حصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وعمل أستاذاً لكرسي اللغة والأدب العربي في كلية «دي فرانس». والبروفيسور عبدالواحد لؤلؤة، عراقي الجنسية، حصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة كيس ويسترن رزرف بالولايات المتحدة الأميركية، أنتج ما يزيد على 48 عملاً ما بين ترجمات ومصنفات وأبحاث علمية، ومن أبرز نتاجه في حقل الترجمة «موسوعة المصطلح النقدي».