وقفت أمس لجنة مختصة من فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة المدينةالمنورة على حال أبناء وزوجة محتجز الأعوام الثلاثة بعد أيام من نقله إلى مستشفى الصحة النفسية وإخضاعه لبرنامج علاجي مكثف. وزارت اللجنة المؤلفة من ثلاث اختصاصيات اجتماعيات مسكن أسرة المعتل عمر في سطح بناية مكونة من طابقين في حي الخالدية والتقت الزوجة والأبناء؛ بهدف تقييم وضع الأسرة من النواحي الاجتماعية والمادية وإعداد تقرير شامل عن حالتها، بعد أن برزت معلومات انفردت بنشرها «عكاظ» تؤكد تأثر عدد من أفراد أسرة المحتجز السابق من بينهم ابنته الكبرى وزوجته من ضغوط نفسية واضطرابات سلوكية جراء حبسه في غرفة مغلقة بالسلاسل والأقفال وابتعادهم عن والدهم ثلاثة أعوام. وذكر ل «عكاظ» مدير فرع الشؤون الاجتماعية في المدينةالمنورة الدكتور حاتم بن أمين بري، أن اللجنة بحثت أمس وضع الأسرة من الناحية الاجتماعية في ظل عدم وجود وظيفة أو دخل شهري لرب الأسرة وتبدل حال الأسرة مادياً بعد أن ترك الوالدان وظائفهما تحت تأثير وأعراض المرض النفسي وبيع الأسرة منزلها الشعبي لتدبر نفقات علاج الأب. وأضاف بري «سنعمل على رصد حال أبناء وزوجة المريض وظروفهم المعيشية وتأثير مرض الأب على الأبناء وعلى حياتهم الاجتماعية، وأكد مدير فرع الشؤون الاجتماعية أن إدارته تلقت خطاباً من إمارة منطقة المدينةالمنورة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أسرة المريض والوقوف على وضعها الاجتماعي، ونوه بري بتفاعل صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة في هذه القضية وحرصه على تذليل الصعوبات التي تواجه أسرة المريض. وحول ما يمكن أن تقدمه الشؤون الاجتماعية بشأن تردي الحالة النفسية للابنة الكبرى للمريض النفسي وتبدل سلوكها، قال مدير الشؤون الاجتماعية في المدينة: «سنعد تقريراً عن حال أفراد الأسرة كافة، وسنخاطب صحة المدينة بشأن الفتاة إذا تطلبت الحالة نقلها لمستشفى الصحة النفسية للعلاج». من جهتها، أوضحت ل «عكاظ» مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي في منطقة المدينةالمنورة نادية العقبي، أن رصد حالة أسرة المريض ينطلق من مسؤوليات الشؤون الاجتماعية تجاه المجتمع «لذا سنعمد إلى مخاطبة وكالة الضمان الاجتماعي لمساعدة الأسرة مادياً وتقديم كل ما يمكن للتقليل من الآثار التي ترتبت على مرض الأب وتأثيرها على الأبناء والزوجة». وكانت لجنة الشؤون الاجتماعية المكلفة تتبع أحوال أسرة المعتل عمر وترأسها نادية العقبي، اتصلت ب «عكاظ» للوصول إلى مقر سكن الأسرة. يذكر أن محتجز الأعوام الثلاثة كان موظفاً في أحد البنوك، ثم عمل في شركة أسمنت رابغ، ثم شغل وظيفة إدارية في إدارة التربية والتعليم في المدينةالمنورة قبل أن يتعرض لأزمة نفسية حادة لازمته بعد وفاة أقرب أصدقائه جراء حادث سير، حيث انتكست حالته ودخل في صمت ويعاني اضطرابات سلوكية وهيجانا أجبر أسرته على حبسه إثر تعثر إبقائه في مستشفى الصحة النفسية عدة مرات. فاطمة على خطى والدها من جانبه، أكد محمد شقيق المعتل حال فاطمة الابنة الكبرى لشقيقه بقوله: إن الفتاة التي تبلغ 17 ربيعاً دخلت في حالة نفسية صعبة للغاية بعد أن كانت متفوقة في دراستها قبل أن تترك المدرسة قبل نهاية الصف الثالث المتوسط. إذ سيطرت عليها حالة انطواء شديد منذ أسابيع، وفقدت القدرة على النطق بعد أن كانت تحفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم، وأصبحت تتخذ من مكان منزو في أحد أركان المنزل مكاناً للجلوس طيلة اليوم، وترفض اقتراب أي أحد منها ولم تجد معها جلسات علاجية في مستشفى الصحة النفسية. وفي سياق متصل، زارت أمس أسرة وأبناء محتجز الأعوام الثلاثة والدهم الذي بدا أكثر هدوئاً وتجاوباً مع مرحلة العلاج المكثف التي خضع لها في مستشفى الصحة النفسية بعد ستة أيام من نقله للمستشفى.