بعد ستة أيام على نشر قضية الشاب عمر المحتجز في غرفة مظلمة في المدينةالمنورة بدواع صحية وبعد تفاعل جمعية حقوق الإنسان ووزارة الشؤون الاجتماعية، أوفدت وزارة الصحة أمس فريقا طبيا للوقوف على حالة الشاب المعتل نفسيا. وأمر مدير الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد ياسين بتقديم كافة الخدمات العلاجية التي يحتاجها الشاب وأسرته، لكنه لم يحدد ما إذا كان سيتم نقل المريض إلى مستشفى الصحة النفسية. وتضم اللجنة الطبية التي ستباشر أعمالها اليوم، طبيبا نفسيا، وأخصائيين نفسيا واجتماعيا، وستتولى فحص المريض من الناحية النفسية، والسلوكية، وتحديد مدى الحاجة لبرنامج علاجي متقدم، وأبلغ «عكاظ» مدير مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة الدكتور أحمد حافظ أن المستشفى أعد تقريرا مبدئيا عن الحالة، ومراحل الاستشفاء السابقة بحسب ما هو مدون في سجل المريض الطبي. ويأتي تحرك صحة المدينة بعد سلسلة تقارير نشرتها «عكاظ» عن حالة المريض النفسي المحتجز منذ ثلاث سنوات في غرفة مهجورة في الحرة الشرقية في المدينةالمنورة، وإزاء ذلك تحركت الشؤون الاجتماعية وقبلها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. من جهة ثانية، حملت أسرة المريض النفسي مستشفى الصحة النفسية مسؤولية تأخير نقله إلى المستشفى وعلاجه، وأوضح محمد أن شقيقه الأكبر عمر بدا خلال الأيام الماضية أكثر عدوانية وانفعالا لإحساسه بوجود تحرك لإخراجه من الغرفة التي يقضي فيها حياته. وأبدت أسرة عمر أمس تحفظا حول احتمال نقله إلى مستشفى الصحة النفسية وقالت والدته ل «عكاظ» إنها تفضل نقل ابنها إلى مستشفى الصحة النفسية في الطائف «شهار»، لوجود إمكانية كبيرة في علاجه، وزادت «إذا قررت اللجنة نقل عمر لمستشفى الصحة النفسية في المدينة فيجب أن يبقى مدة طويلة حتى يتماثل للشفاء تماما ولا يتم إعادته للمنزل مالم تتأكد اللجنة من ضمان استقرار حالته على المدى الطويل». وبحسب والدة عمر، فإن أطول مدة قضاها ابنها في مستشفى الصحة النفسية لم تتجاوز شهرين قبل أن ينتكس ويغادر المستشفى ما دفع أشقاءه إلى حبسه في غرفة مغلقة. من جهة أخرى، أكد محمد أن شقيقه حاول الانتحار مرات عدة، كان آخرها تناوله كمية كبيرة من الدواء التي كان يأخذها بانتظام، ما دفعنا إلى نقله لأحد المستشفيات وأجريت له عملية غسيل للبطن بعد أن كاد يلقى حتفه منتحرا، ونبه إلى أن شقيقه أقدم على طعن نفسه بالسكين وسكب مادة بترولية شديدة الاشتعال على جسده.