أوفدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أمس فريقا للوقوف على حالة المريض النفسي عمر، الذي نشرت «عكاظ» تفاصيل احتجازه منذ نحو ثلاثة أعوام في غرفة مهجورة في الحرة الشرقية في المدينةالمنورة. ووقف أعضاء اللجنة واستمعوا لأسرة المريض المعتل نفسيا وبدأت التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنهاء معاناة المواطن داخل الغرفة الموصدة، وأظهرت الجولة مدى الحالة السيئة التي يعاني منها المريض نتيجة انعدام مقومات الحياة داخل الغرفة، حيث يقضي حاجته داخل جدرانها الأربعة وفي المكان الذي يتناول فيه طعامه وشرابه. ويأتي تحرك الجمعية بعد نشر تقرير عن حالة المريض («عكاظ» 4/3/1431ه ) وتعثر مستشفى الصحة النفسية في بقائه في قسم التنويم، ما أدى إلى قيام أهله باحتجازه في غرفة موصدة أبوابها بالسلاسل الحديدية، وتلازم المواطن عمر الذي شارف على الخامسة والأربعين من العمر نوبات وهيجان واضطراب في السلوك وعدوانية في التصرف. وضم وفد جمعية حقوق الإنسان مساعد المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم بن منيع النحياني، مندوب الهيئة أسامه قاري الذي تولى إعداد التقرير عن حالة (عمر)، كما التقى الفريق أسرته ووالديه وأشقاءه وعددا من الجيران واستمع لآرائهم بهدف إعداد تقرير مفصل عن حالته ومخاطبة الجهات المعنية لإنهاء معاناته . وعلى مدى ساعتين التقى فريق الهيئة أشقاء عمر كما التقى ابنه عبد الله, و انتقل إلى حيث تسكن أسرة عمر ووالديه ، في شارع الملك فهد و استمع إلى معاناة الأسرة ورصد معاناة الأسرة والجيران والظروف التي يعيشها المريض النفسي . وأبلغ «عكاظ» مساعد المشرف العام على فرع الهيئة في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم النحياني أنه ستتم مخاطبة الجهات ذات العلاقة برقيا وفي مقدمتها إمارة منطقة المدينةالمنورة وإحاطتها بتفاصيل حالة المريض النفسي ودوافع وملابسات بقائه ومدى تفاعل الجهات ذات العلاقة مع شكاوى أسرته وتقديم الخدمة اللازمة، والشؤون الصحية، مستشفى الصحة النفسية، والجهات الأمنية لبحث سبل إنهاء معاناة المحتجز، وسيتم أيضا تسليم تقرير شامل عن الحالة اليوم إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان متضمنا كافة ملابسات وظروف احتجازه والدواعي التي أدت إلى إبقائه طوال هذه الفترة في غرفة مغلقة ، وذكر أن التقرير يتضمن مطالبات أسرة المريض بنقله إلى مصحة نفسية سواء في المدينةالمنورة أو خارجها . وفيما كان فريق هيئة حقوق الإنسان يستمع إلى حديث الأسرة، تعالت أصوات المحتجز وحاول مرارا الخروج عبر النافذة الوحيدة، التي لا تزيد مساحتها عن 30 سنتيمترا طولا وعرضا دون أن يدرك تصرفاته، وحاول المحتجز عبثا كسر الباب الحديدي للخروج نتيجة تكبيله بالسلاسل، قبل أن يغادر فريق هيئة حقوق الإنسان المكان ومعه حزمة من الملاحظات والمطالب . وبحسب مصادر «عكاظ» فإن تقرير حقوق الإنسان تضمن شرحا مفصلا عن نوعية المرض الذي يعاني منه المحتجز، وتعامل الجهات المعنية مع حالته، وشكاوى ذويه من المستشفى ومدى تفاعل إدارة الشؤون الصحية مع البلاغات التي يقدمها المواطنون والجيران . كما رصدت الهيئة تعرض المريض لمضايقات صبية من أهالي الحي ورميه بالحجارة داخل غرفته ما يدفعه لقذف من يمر أمام الغرفة التي يحتجز فيها بالحجارة، و أبرز التقرير الحاجة الملحة إلى إخراج المريض من غرفته باعتبار أنها مكان غير صحي وغير مهيأ لأن يكون مسكنا، إضافة إلى خروج المريض عاريا عدة مرات في شوارع الحي، ومعاناة أسرته لإعادته إلى مكان احتجازه.