لجأت المديرية العامة للشؤون الصحية في المدينةالمنورة إلى أسلوب البيانات في الدفاع عن موقفها المتمثل في كونها آخر جهة معنية وقفت على موقع احتجاز المريض النفسي (عمر) في المدينةالمنورة، وبلغت حد التشكيك فيما نشرته «عكاظ» بالدلائل والصور حول استعانة الشؤون الصحة بها في الاستدلال على موقع الاحتجاز الذي دام ثلاثة أعوام. وبدا بيان الشؤون الصحية مليئا بمفردات، من بينها «أسوأ من السوء»، «وجد عاريا»، الضلالات والهلاوس»، «إلباسه ملابس ساترة»، في الوقت الذي تعاملت فيه إمارة منطقة المدينةالمنورة التي كان موقف أميرها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز مسؤولا ومشرفا في إنهاء معاناة عمر وأسرته، وإلزام الشؤون الصحية بالكشف ومتابعة حالة المريض ونقله إلى مستشفى الصحة النفسية فورا، وكذلك هيئة حقوق الإنسان باعتبارها أول جهة باشرت الموقع في نفس يوم إثارة «عكاظ» لقضية المريض النفسي، بطريقة عملية، أعقبتها الشؤون الاجتماعية بشفافية في التعامل وتحديد المسؤولية في نطاق الشؤون الصحية. وإزاء بيان الشؤون الصحية الذي أصدرته أمس ووزعته عبر واس وعلى الصحف المحلية ما عدا «عكاظ»، فندت عبر «عكاظ» أسرة المعتل النفسي إدعاءات الشؤون الصحية الواردة في البيان. وقال محمد شقيق المعتل النفسي «لم تنسق الشؤون الصحية معنا، ولم تحضر إلى موقع شقيقي المحتجز إلا بعد الاستعانة ب «عكاظ» للاستدلال على المكان»، متسائلا: «أين كانت الشؤون الصحية في المدينةالمنورة قبل ثلاثة أعوام، ولم لم تستجب رغم أننا طرقنا أبوابها عدة مرات؟، ولماذا رفض مدير الشؤون الصحية مقابلة والدتي». وزاد محمد «رغم نداءاتنا المتكررة للشؤون الصحية في المدينةالمنورة باستقبال شقيقنا المعتل نفسيا ومعالجته، فإنها أصرت على رفض عدم استقباله والاكتفاء بصرف حقنة مهدئة وإعادته إلى المنزل، ما اضطرنا إلى نقله إلى غرفة مغلقة في بيت تملكه الأسرة، وحبسه هناك درءا للخطر عن نفسه وعن غيره». وتساءل شقيق المعتل النفسي عن دور الشؤون الصحية في المدينة تجاه حالة ابنة شقيقه فاطمة التي تعاني مرضا نفسيا مشابها لحالة عمر، إذ ظلت تحت حصار وسيطرة والدها لفترة. هنا نص بيان الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة تنشره «عكاظ» كاملا: «بناء على توجيهات سعادة مدير عام الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد بن عبد العزيز ياسين بخصوص تشكيل فريق طبي لمتابعة حالة المريض النفسي عمر، حيث قام الفريق الطبي برئاسة مدير مستشفى الصحة النفسية وعضوية أخصائيين نفسيين بزيارة المريض النفسي في مقر إقامته بالتنسيق مع أهل المريض يوم الأربعاء 10/03/1431ه الساعة 11,00 صباحاً وتم الدخول إلى غرفة المريض المسجون فيها وهي أسوأ من السوء، لا تصلح للاستخدام الآدمي وتم تقييمه، ووجد عارياً، يسب ويشتم ويلعن، يلاحظ عليه الانفعال والغضب والانفلات النفسي والعنف اللفظي، يتصرف بناء على الضلالات والهلاوس التي يعتنقها ويسمعها، غير مستبصر بمرضه تماماً، وتم إلباسه ملابس ساترة، وتمت تهدئته ومسايسته إلى أن خرج من مقر عزلته وركب سيارة المستشفى برفقة التمريض النفسي، وتم إدخاله قسم التنويم بالمستشفى تم عمل اللازم من الفحص الجسدي والنفسي والتقييم التمريضي والاجتماعي، وطلبت الفحوصات اللازمة وتم إخضاعه لبرنامج علاجي مكثف تحت إشراف الفريق الطبي».