أنا أم لطفل أكمل العامين من عمره، وزوجي يهينني أمام أهله وبنات خالته، مع أني أعطيه كل حقوقه، حتى أرجله أغسلها في ماء وملح، ومكرسة نفسي لأهله كخادمة لهم، وأساعدهم لأن أمه خالتي، ومع كل تلك الأفعال إلا أن زوجي لا يعيرني اهتماما ودائما يقول لي أنت متخلفة عن النساء ويهددني بأني لو تكلمت بكلمة مما يقوله لي فسيكون آخر يوم في حياتي معه، ويقول لي أيضا إذا لم تعجبك الحياة معي فاذهبي لبيت أهلك، وأنه سوف يتزوج من امرأة ثانية وسيدلعها ويعطيها ما تريد، ومع كل ذلك يقول لي: أحبك، وحين أذهب لبيت أهلي يأتي ويكذبني ويحرجني، وأنا عند أهلي الآن وولدي أكمل السنتين منذ مدة بسيطة. أم محمود جدة وفقا لما وصفت به زوجك يتضح أنه قد ضمن جانبك وضمن أنه مهما فعل بك فأنت باقية كظله، وأنك تخافينه وتخافين الانفصال عنه، بغض النظر عن حقيقة ذلك، كما يبدو من رسالتك وتصرفاته معك أنه قد وضعك في إطار محدد، هو خدمته والقيام بواجبه، أما الاحترام والتقدير فيبدو أن حظك منهما ضعيف، وفي رأيي أننا نحن من نفرض الاحترام من الناس لنا، وقد قال مارتن لوثر كنج عبارة رائعة في هذا الصدد: «لا يستطيع أحد أن يعتلي ظهرك إلا إذا وجده منحنيا»، وصاحب الظهر المنتصب لا يستطيع أحد أن يركب عليه، وإبليس كما تعلمين لا يستطيع أن يغوي إلا من كان له الاستعداد للغواية، لذا رفض رب العزة منا أن نتعلل بضعفنا أمام المستكبرين والمتعالين علينا من منطلق: (إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهِم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا) ولكن الهجرة واتخاذ القرار يتطلب شجاعة، كما يتطلب حكمة وتحمل لمسؤولية القرار، وبتقديري إما أن تمضي حياتك مع زوجك بمستوى معقول من الاحترام والتقدير المتبادل أو تنتهي هذه الحياة قبل أن يكثر الأولاد وتصبحين مكرهة على تحمل مزيد من تعامله السيئ معك من أجل أولادك، أما الوصول إلى هذا فأمره سهل، ويتطلب مصارحة لبعض من أهلك مع الحرص على سرد تفاصيل الحياة اليومية معه والتركيز على نقاط الأذى التي يمارسها بحقك، وعندها يمكن لأهلك أن يتدخلوا لإصلاح الأمر، وقد تلجئين معه لزيارة أحد المستشارين الأسريين لعرض المشكلة عليه وسيساعدكم في إيجاد الحل المناسب.