يمكننا أن نرى وبوضوح شديد الحقيقة فهي لا تحتاج إلا لبياض ناصع مثلها، ولا يحتاج الصادقون في الطرح إلا إلى معلومات مجردة توطن الاستقرار وتقفز إلى الحقيقة. لذلك إن من يراهن على إصلاحات قادمة في النادي الأهلي هو واحد من اثنين؛ إما حسن النية أو صاحب رأي يحاول الترويج لمعجزة غير قابلة للوجود، فالنجاح لا يأتي إلا بإمكانات عقلية قادرة على الحراك وبيئة حاضنة لمقومات النجاح. في الأهلي لا الإمكانات البشرية تملك مقومات النجاح ولا البيئة وظروفها أرض خصبة للزرع الناجح.. لكنني سأمارس حسن النية. هذا الواقع رفع منسوب القلق والتوتر لدى مكونات المدرج الأهلاوي لكافة شرائحه حتى المتفائلة منها، التلاشي جاء - منتصف هذا الأسبوع- حينما صدمت الجماهير ببيان لا يختلف عن سابقيه خلال السنوات العشر الأخيرة «عقد المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف اجتماعا تم خلاله مناقشة ملفات مدرب الفريق الأول واللاعبين الأجانب ومن سيبقى ومن سيرحل كما تمت مناقشة الأمور المادية إلى جانب الألعاب المختلفة»!! ما هو الجديد، كم من الملفات نوقشت، وكم من الأسماء استعرضت، كما أن الجماهير لا تحتاج لمعرفة مواقع ألعاب النادي المختلفة وفي مقدمتها كرة القدم، الذين لا يرون حتى اللحظة أنه قد نجا من مقصلة الهبوط لكن القلق كان من نتاج هذا الاجتماع، إذ يتضح أن النادي سائر بنفس الشخصيات والفكر الممارس؛ إنه الفشل الذريع الذي مني به الأهلي في تاريخ مسيرته في سنواته الأخيرة، ذاك أن هذه الديباجة التي أظهرها الإعلام قرأها منذ سنة جمهور الأهلي في بداية استعداد الموسم الحالي، فكيف كان سيناريو الإعداد.. ذهب الفريق لمعسكر إعداد خارجي، بعد ثلاثة أسابيع وقبل انتهاء المعسكر بأيام تفاجأت الجماهير بأن الفريق من دون مدرب أو حتى أجانب باستثناء (مارسيلو)، قبيل عودتهم تعاقدوا مع (النرويجي) من دون رؤية، كان فكره يختلف عما اتفق عليه الأهلاويون سلفا بحاجة الفريق إلى صانع ألعاب أو محور أو قلب دفاع، النرويجي أصر على مجموعة مهاجمين فأتوا بالبرازيلي الآخر ووجدوا مصادفة في طريقهم الحوسني.. بعد مباريات عدة كان الفشل! وعادوا (لبدرة)، ثم كان الاختيار الخاطئ للمدرب الصربي الذي تميل حقيبته التدريبية للمنتخب وليس للأندية، وهو ما جعل الأهلي في فوضى أخرى بعد مغادرته للمنتخب القطري، كل هذه الفوضى الخلاقة جاءت بعد اجتماعات لترتيب الموسم فما هو السيناريو القادم لهذا الاجتماع أو الترتيب. ومع ذلك لا يصدق المدرج الأهلاوي أن التغيير في الأهلي مستحيل أو أن سنوات الفوضى قد ولت؛ لأن له خصوصية -كما يقال- على اعتبار أن المدرج الأهلاوي ما زال يذكر (الرمز) للنادي مقولة «إن النادي ملك لجمهوره»، إن الفئة المتفائلة المتبقية ما زالت متشبثة بهذه المقولة وترى في (المرجعية) أملا وتستنهض عشق الأهلي في كيانه لإخراجه من حالة الرثاء التي أصبحت عنوانا لأفعاله، فهذا لاعب الطائرة يقود خمسة مشجعين للسجن وآخر في القدم يعبث لدرجة الصبيانية في ظل عجز يردعه، ولاعبون منقطعون عن تمارين الصباح وأساسيون في تشكيلة الفريق ومسؤول سابق تكون أول سمسرة له بعد فتح مكتب تعاقدات لاعبي الفريق، ولن أسترسل لأصل إلى أن النادي يدار من خارج المقر، إن ما يضرب مفاصيل الحراك في النادي من فوضى تطول، لكن الأمل ما زال باقيا في الحل وهو التغيير، وإن تأخر وهذا وقته، ووقته الفيصل، فالتأخير هو استمرار الفشل بل قد يكون الانهيار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة