بالأمس قلت وما زلت اليوم أقول: الإعلام السعودي هو العربة والنهضة السعودية هي الحصان!! ولا يمكن أن يكون العكس هو الصحيح حتى لو أراد رئيس تحرير صحيفة الوطن أن يرى الأمر مقلوبا.. فلا أدري لماذا رآه مقلوبا.. إنما لا يصح إلا الصحيح كما يقال، والصحيح أن العربة لا تتقدم على الحصان الذي يجرها، والصحيح أيضا أن صوت العربة مهما أحدث جعجعة لن يكون أجمل وأكثر وقعا من صهيل الحصان! وبالتالي لا توجد صحيفة سعودية صانعة للنهضة السعودية، بل وللأسف لا توجد المواكبة لها فما بالكم أن تكون الصانعة لها! لا توجد صحيفة صنعت للمجتمع نهضة! إنما توجد نهضة سعودية صنعت إعلاما وصحفا وصحافيين ورؤساء تحرير ومحررين وكتابا!. كما صنعت معلمين ومديرين وأطباء!! والإعلام السعودي مع تقديري له لا يقوم بدور المتبوع بل التابع!! وله الإطار العريض الذي يحتويه كالبرواز للصورة .. لا يخرج عنه ولا يتعداه وريادته في تنافسه المهني بين بعضه البعض .. إنما لا ينافس النهضة السعودية التي أنجبته! ولا يعلو عليها كما العين لا تعلو على الحاجب! ولا هو يقف إلى جانبها كتفا بكتف ولا إلى جوارها ندا لند!! تقدمت النهضة السعودية أولا ثم صنعت إعلاما من ضمن صناعتها لعواملها الأخرى التعليمية، والاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، ثم الإعلامية!! فلا نقول عن أي صحيفة وطنية صوت النهضة السعودية بل نقول.. وليدة النهضة السعودية، أو بنت النهضة السعودية، أو غصن وارف من أغصان النهضة السعودية الخضراء!! ثم يأتي الخطأ الثاني في تنديد ووعيد رئيس تحرير الوطن لعصابة الإقصاء والتخريب .. في قوله (أعترف أنني تألمت وكل من يعمل معي في الوطن لهذا الاختراق، ذلك لأنه يعني أننا فشلنا في أن نكون لكل أبناء الوطن، رغم أن الوطن صحيفة كل رأي واجتهاد..) أما والله الألم فلست وحدك .. كلنا ذلك الرجل!!! كلنا زعلنا وتألمنا وجلسنا ذلك النهار نتابع! وكنا نعرف في قرارة أنفسنا أنها محاولة لتلطيخ الثوب الناصع بالبقع وستزول .. ومع ذلك زعلنا! وكنت أتمنى لو كان صوت الأستاذ جمال خاشقجي أعلى واعتبر الحدث مؤلما لكل من يعمل في هذا الوطن الكبير وليس في صحيفة الوطن فقط! لكل من يعمل بحب وإخلاص ونوايا حسنة!! كنت أتمنى لو عبر عن الجميع كواحد من الجميع ينظر إلى الوطن الكبير ويرى فيه «الوطن» الصحيفة! وكنت أتمنى أيضا لو لم يقل يعني أننا فشلنا في أن نكون لكل أبناء الوطن! لأنه ليس من واجب الصحيفة أن تكون لكل أبناء الوطن كما يريدون! وليس واجبها أن ترضي الجميع وذلك ليس من باب أن رضا الناس غاية لاتدرك، بل من باب أن الصحيفة الإعلامية ليست منشورا إعلانيا للدعاية والإعلان واجبه أن يقنع كل الناس ويهمه أن يصل الجميع حتى ينجح! الصحيفة كيان له رسالته وشخصيته يعبر عن انتمائه لوطنه بالطريقة التي يراها تحفظ حقوق الوطن في وحدته واستقراره! ومتى ما كانت الصحيفة لكل رأي ولكل اجتهاد فقدت طريقها الصحيح لتدخل في كل الاتجاهات بلا بوصلة!! وبلا شخصية، ومن يرد إرضاء الجميع فلن يرضي أحدا!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة