قال وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة انه لا يوجد ما يمنع من تولي النساء السعوديات رئاسة التحرير في الصحف والمجلات، مشيرا إلى أن المرأة يمكنها ان تصبح رئيسة تحرير بالعلم وأن الوطن يقدر الكفاءات في جميع المجالات. وأكد الوزير لأصغر صحافية سعودية استقبلها في منزله ومنحها جزءا كبيرا من وقته، ان هناك محاولات جادة لتحسين أداء القناة الاولى بالتليفزيون السعودي من خلال بث عدد من البرامج المتميزة، مشيرا الى أن التطوير جار في القنوات الفضائية كافة خلال المرحلة المقبلة. وأضاف الوزير ان المملكة تهتم بالاطفال وهم اجيال المستقبل، مشيرا الى أن خادم الحرمين الشريفين أهدى لأطفال المملكة محطة فضائية تهتم بميولهم وآمالهم، وتتواصل معهم وهي قناة “اجيال” التي حققت حلم المليك. وأشار إلى أن من اهم واجباته كوزير هو التواصل مع الناس وان يعرف طلباتهم ورغباتهم وما يريدون. فإلى نص الحوار.. * شكرًا يا معالي الوزير على موافقتكم على هذه المقابلة. ** وأنا تشرفت بك يا ابنتي وأهلًا وسهلًا بك. * في البداية نريد أن نعرف معنى أن تكون وزيرًا للإعلام؟ ** أنا وزير للثقافة والإعلام وهذا يعني أنني مسؤول عن مرفقين مهمين جدًا في بلادنا هما: المرفق الثقافي والمرفق الإعلامي.. المرفق الإعلامي معروف أن به الإذاعة والتليفزيون والصحف والإعلام الداخلي والإعلام الخارجي. والعمل الإعلامي عمل ضخم وكبير جدًا ويسمى بالقوة الناعمة أو السلطة الرابعة لأن له تأثيرا كبيرا في الداخل والخارج. والإعلام عليه مسؤولية كبيرة وهي أن يوضح للناس كيفية إيصال الرسالة بطريقة صحيحة. لذلك ينبغي أن يتم استخدام هذا الجهاز بصورة سليمة، لأنه سلاح ذو حدين. فالذي يظهر في التليفزيون أو يُنشر في الصحف يقرأه الصغير والكبير. لذا ينبغي أن تكون الرسالة الإعلامية ذات أهداف نبيلة وواضحة، لا سيما وأننا في بلاد خصها الله تعالى بأن جعلها تحتضن الحرمين الشريفين وفيها المدينتان المقدستان مكةالمكرمة والمدينة المنورة. بلادنا هي المكان الذي نبعت منه رسالة الإسلام وكانت منارة للعالم كله ولا زالت منارة وستظل إن شاء الله تعالى إلى يوم القيامة هي بلاد الهدى والهداية. فكل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض يتوجه إليها في كل يوم خمس مرات وعلى مدار الساعة. فيجب أن يكون إعلامنا عاكسا لهذه الصورة المشرقة لهذا البلد الأمين الطاهر الطيب ويسلط الضوء على ما تقوم به القيادة الرشيدة الطاهرة من خدمات كبيرة لهذه البلاد ولهذا الدين. أما الثقافة الإسلامية فهي ثقافة هذا البلد الطاهر الذي يرتكز فعلًا على ثقافة ديننا الحنيف وهي تعبر عن ثقافة مجتمعنا وجميع أنواع الثقافة المعروفة ورعايتها أدبيًا وفنيًا وكل ما يمت للثقافة بصلة من قريب أو بعيد. ومسؤولية وزارة الثقافة والإعلام كبيرة جدًا ونقوم بهذا الدور على مدار الساعة، فلا يمر علينا وقت إلا ونحن نشاهد التليفزيونات أو نقرأ الصحف، وهذا كله يؤكد أهمية هذين المرفقين الهامين اللذين كلفني وشرفني خادم الحرمين الشريفين برعايتهما. قناة “أجيال” * أنا مذيعة في قناة أجيال وهي قناة طيبة جدًا، من الذي طرح فكرة هذه القناة؟ ** أقول بكل صراحة أنني فكرت بمجرد أن أصبحت وزيرًا في هذا الأمر وهذه هي مهمتنا الأساسية. نحن نهتم بالطفل أيضًا ونهتم بهذا الجيل الذي سوف يشكل المستقبل. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال إنه يريد أن يهدي أطفالنا في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي محطة للأطفال على أن تهتم بكل ميولهم وآمالهم وتحاول أن تتواصل معهم وتعلمهم؛ فالحمد لله أتمنى أن نكون قد حققنا حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بإنشاء هذه القناة. وأعتقد أنها من القنوات المهمة جدًا وأنا سعيد بأنك تعملين فيها وأتمنى أن تضيفي لها إضافات كثيرة. * لماذا تم اختيار الأبلة سناء مؤمنة ولم تختر رجلًا لإدارة القناة؟ ** السيدة سناء مؤمنة لها تجربة كبيرة جدًا وعملت في مجال الإعلام منذ فترة طويلة وهي سيدة لها تجربتها وخبرتها وأعتقد أن لها تواصلًا طيبًا جدًا مع الأطفال، وأعتقد أنها سوف تنجح نجاحًا كبيرًا في إدارة القناة. أمنيتي رئاسة التحرير * لماذا لا توجد سيدة كرئيس تحرير في الوقت الحالي؟ ** لا شيء يمنع. وتوجد في روتانا السيدة هالة الناصر وهي رئيسة تحرير، وفي جدة هناك مجلة أخرى رئيسة تحريرها سيدة أيضًا. في الرياض قبل 30 سنة كانت هناك رئيسة تحرير هي السيدة خيرية السقاف. فلا يوجد على الإطلاق ما يمنع أي سيدة من أن تكون رئيسة تحرير. المهم أن تتحلى بالعلم والكفاءة. فإذا تعلمت المرأة يمكنها أن تصبح رئيسة تحرير. العلم يا ابنتي هو الأساس والكفاءة هي الأساس والمعرفة هي الأساس وكذلك الرغبة والمقدرة. كلنا أبناء هذا الوطن، رجالًا ونساءً وأطفالًا وبنات وأولادًا. كلنا أبناء هذا الوطن الكبير الذي يضمنا جميعًا. الوطن يريد الكفاءات وأصحاب المقدرة وأنا على ثقة إن شاء الله أنك سوف تكونين يومًا ما رئيسة تحرير لأفضل الصحف عندنا. أرجو ألا تغضب مني * أرجو ألا تغضب يا معالي الوزير لكن نلاحظ أن القناتين السعوديتين الأولى والثانية تعانيان من الضعف، لماذا؟ ** ما هو الضعف الذي لاحظته فيهما؟! * لا توجد فيهما برامج قوية! ** نحن نسعى بجدية حتى نحسن من أداء القناة الأولى بصورة طيبة وصارت فيها برامج جديدة، لو تتابعين في الصباح برنامج (صباح السعودية) وهو برنامج يمتد من السابعة صباحًا وحتى الحادية عشرة ظهرًا وهو برنامج متنوع وكبير جدًا. كذلك هناك برامج أخرى طيبة جدًا في الوقت الحالي. هناك برنامج (المملكة هذا المساء) وبه أخبار عن المملكة. التطوير جار في القنوات الفضائية وأعدك إن شاء الله أن القناة الأولى والقناة الثانية (الإنجليزية) سوف تشهدان تطويرًا كبيرًا. * لماذا أنشأتم قنوات جديدة؟ ** القنوات الجديدة التي أنشأناها هي قناة للأطفال وقناة للقرآن الكريم. الآن المسلمون في جميع أنحاء العالم يشاهدون المسجد الحرام على مدار الساعة، وبذلك يحس المسلم بالانتماء والتواصل مع بلد الإسلام حيث يبث القرآن على مدار 24 ساعة من بلد الإسلام. كذلك يسمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي، وهذه خدمة كبيرة جدًا قدمها أيضًا الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم الإسلامي. كذلك بالنسبة لقناة أجيال والقناة الاقتصادية والقناة الثقافية، إضافة إلى أننا نقوم أيضًا بتطوير القنوات الموجودة مسبقًا. مشكلة في لبنان * عندما كنت سفيرًا للمملكة في لبنان حدثت مشكلة هناك وطُلب من السعوديين أن يعودوا بسرعة وقمت بمساعدتهم كثيرًا، كيف كان ذلك؟ ** واجبي كسفير أن أخدم المواطنين وأقدم لهم كل الخدمات اللازمة. هذا واجبي وقد ساعدتهم والحمد لله الذي أكرمنا ودبرنا لهم الإمكانات اللازمة وأحضرنا الأوتوبيسات حتى خرجوا من البلاد. * لماذا لم تحضر معهم؟ ** كان لا بد أن أبقى حتى أطمئن إلى أن كل السعوديين قد خرجوا وأطمئن عليهم. ربان السفينة لا يكون من أوائل من يخرجوا وينقذ نفسه وعليه أن يطمئن إلى أن كل مواطنيه قد خرجوا بأمان. * كيف توفق بين كونك أديبًا وشاعرًا ومفكرًا وبين مسؤوليتك الجديدة مما قد يؤثر على كتاباتك؟ ** أحاول أن أوازن بين الاثنين إن شاء الله، بين وظيفتي وأعمالي الأدبية الخاصة. * نشكرك يا معالي الوزير ونحن حقيقة تعودنا على أن الوزير لا يستطيع أحد أن يكلمه بسهولة وأنت كسرت القاعدة؟ ** الحمد لله وهذا واجبي والحمد لله أنا واثق من نفسي. * أنت الوزير الوحيد الذي رأيته، لماذا؟ ** هذا توفيق من الله تعالى لي، وشعرت أن واجبي أن أقوم بالتواصل مع الناس والمواطنين وأن أعرف طلباتهم ورغباتهم وما يريدون. التواصل مع الناس مهم جدًا في عملنا. * نسمع من كل شرائح المجتمع ثناءً عليك وكلهم يؤكدون أن ما قمتم به لم يقم به غيركم؟ ** الحمد لله هذا توفيق من الله. * نشكرك يا معالي الوزير على هذا الوقت، وأسألك أخيرًا عن الحلم الذي تتمنون تحقيقه؟ ** أتمنى أن تكون بلادي هي أحسن بلاد الدنيا، وأن يصبح أبناء بلدي أفضل الناس في الدنيا وأن تكون بنات بلادي أفضل بنات الدنيا. هذا هو حلمي أن يكون وطني أحسن بلاد الدنيا. * أتمنى أن أصبح يومًا ما وزيرة إعلام؟ ** بإذن الله وأنا واثق أنك سوف تصبحين بالجد والاجتهاد والاستمرار على العمل.
