هل يمكن لشاب سعودي أن يتزوج فتاة تعرف عليها؟ .. هكذا جاء السؤال من فتاة عرفت أو عرفها «ابن الجيران»، لكنها تخاف من أن يعبث بها كما تسمع وتقرأ في محاضرات الوعظ، تخاف أيضا ألا ترتبط به، فهي ترى أن حياتها ستكون ناجحة، وستصنع أسرة رائعة إن ارتبطت بمن تحب. هذا السؤال لو طرح على الناصحين سيؤكدون أن الأمر مستحيل؛ لأن الواعظ عادة ما يتعامل مع الإنسان كأنه عنصر كيماوي، حين تخلط أحدهما مع الآخر سيعطيك نفس النتيجة دائما. المحافظون أو التقليديون أقل حدة في إجابتهم، فهم سيرون أن النسبة الأكبر من الشباب لا يحبون الزواج من فتاة يعرفونها؛ لأنه سيشك بها دائما، لهذا تأتي نصيحتهم هكذا: «لو قيل لكِ إن إجراء عملية ما نجاحها سيكون 10 في المائة، و90 في المائة ستهدد حياتك، لكنكِ تستطيعين الحياة بشكل شبه طبيعي دون العملية، فهل ستجرين العملية، والعلاقة مع الشاب قبل الزواج خاضعة لنفس النسبة، وسيرحل الشاب إلى والدته لتبحث له عن فتاة لا يعرفها ليتزوجها»؟ من الطبيعي ألا يخضع أي شخص لهذه العملية الخطرة، ولكن لماذا النسبة وصلت إلى هذا الحد، على افتراض أنها نسبة شبه دقيقة، أو ما الذي يجعل الشاب لا يرتبط بفتاة يعرفها، ويبحث عن فتاة لا يعرف عنها شيئا؟ ولماذا حين يتقدم شاب لأسرة وتعرف أن لديه مغامرات سابقة، تتجاهل الأمر من باب «أنه طيش شباب والآن عقل والدليل يريد تكوين أسرة»، فيما لو علمت أسرة الشاب شيئا عن الفتاة سيرحلون وإن كانوا سيئي السلوك سيشهرون بالفتاة لحماية الشباب من الفاسدة؟ في القرآن الكريم يقول الله عز وجل في سورة المؤمنون الآية 5 «والذين هم لفروجهم حافظون»، يقول أيضا سبحانه وتعالى في سورة النور آية 31 «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن»، أي أن القرآن لم يفرق بين الرجل والمرأة في مسألة الحفظ، واستعمل معهما نفس كلمة «فرج». هذه الكلمة المرتبطة بالشرف والعفة، حين يسمعها أفراد المجتمع ما الذي تستحضره مخيلتهم، أعني هل يحضر الرجل مع المرأة ونحن نردد الكلمة؟ كيف/متى استطاع الرجل دفع هذه الكلمة المرتبطة بالعفة والشرف؛ لتخص المرأة فقط؟ وهل هذا الدفع جعله ينجو، فأصبح المجتمع لا يحاسبه، ويغفر له مغامراته، ويبررها «الرجال ما يعيبه شي»؟ ثمة أمر آخر ما زال ملتبسا تفسيره، فالمجتمع إلى الآن لم يحدد تفسيرا واضحا للحب، فعلى المستوى الجمعي يفسر بالخطيئة أو العبث أو «لعب مراهقين»، على المستوى الفردي يخيل لي أن لا أحد لم يحب بالخفاء. بقي سؤال أخير أضيفه لباقي الأسئلة، أو هو نتائج كل ما فات من أسئلة، مفاده: هل المجتمع ظالم مع أبنائه فيميز أحدهم عن الآخر؟ غاندي يقول: «علينا أن نجعل الظالم يشعر بظلمه، بهذه الطريقة نجعله يتغير، ما قيمة أن تنتقم». S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة