في الوقت الذي دخلت فيه عملية طريق النجاة في وزيرستان مرحلة حرجة مع سقوط أعداد كبيرة من القتلى من أفراد الجيش وقوات حركة طالبان، فتحت المؤسسة العسكرية الباكستانية جبهة مفاجئة، لاستمالة قبيلة محسود التي تعتبر من أكبر القبائل في مسرح عمليات منطقة القبائل، والتي ينتمي إليها رئيس الحركة حكيم الله محسود «المطلوب الأول للجيش في الحرب الدائرة رحاها في وزيرستان الجنوبية»، بعد ورود معلومات مؤكدة في تسلل أكثر من ألفين من عناصر طالبان أفغانستان عبر الحدود الأفغانية إلى وزيرستان المتاخمة وانضمامهم إلى قوات محسود. وأفصحت مصادر موثوق بها في الجيش ل «عكاظ» أن قائدالجيش الباكستاني الجنرال أشفاق كياني، وجه رسالة نادرة باللغة الأودرية والبشتونية، إلى أبناء قبيلة محسود الذين يتجاوز عددهم خمسين ألفا، يطلب منهم الانفصال وعدم دعم حكيم الله محسود في الحرب الدائرة حاليا. وفي الرسالة التي تحصلت «عكاظ» على نسخة منها والتي سلمت -حسب المصادر- إلى قبيلة محسود، أعرب كياني عن أمله أن تعلن القبيلة عن مساندتها للجيش ضد العناصر الإرهابية وعلى رأسها حكيم الله محسود. وكشفت المصادر أن الهيلكوبترات في منطقة وزيرستان ستقوم بإلقاء الرسالة في منطقة وزيرستان. كما طلب الجنرال كياني في رسالته إلى حشد التأييد من قبائل محسود ضد المسلحين في وزيرستان، واعتبر أن جميع القبائل في المنطقة، بما فيها قبيلة محسود لها تاريخ عريق وولاء للدولة ودافعت بقوة عن القيم والمبادئ الوطنية، دون الرغبة في الحصول على عوائد مادية. وتابع في رسالته قائلا إن عملية طريق النجاة لا تستهدف قبيلة محسود، بل هي ترغب في اصطياد العناصر المتطرفة في القبيلة وتحديدا العناصر الأزبكية والأجنية العربية والمحلية التي تقاتل جنبا إلى جنب مع محسود والتي ترغب في إحداث حالة عدم الاستقرار في البلاد. وأوضح أن الجيش حريص أن تنعم قبيلة محسود بالأمن والاستقرار في وزيرستان، مطالبا القبيلة بالانقلاب على العناصر المتطرفة حتى يرتفع العلم الباكستاني مرة أخرى في وزيرستان. وكشفت مصادر قبائلية أن أعدادا كبيرة من عناصر حركة طالبان أفغانستان أنضمت إلى مقاتلي حركة طالبان في وزيرستان الذين يقدر عددهم بنحو 20 ألفا، عابرة الحدود الأفغانية. وتعد قبيلة وزير ثاني أكبر قبيلة بعد قبيلة محسود في منطقة القبائل التي تتآلف من سبع مقاطعات هي: باجور، خيبر، كورام، مهمند، شمال وزيرستان، أوراكزاي، وجنوب وزيرستان. ومعظم سكان المنطقة البالغ عددهم أربعة ملايين هم من الباشتون.