أفصح المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أطهر عباس ل «عكاظ» أن 80 في المائة من العمليات الإرهابية ضد بلاده تنطلق من منطقة وزيرستان الجنوبية والتي تتخذها طالبان معقلا لها. وأفاد أن عملية وزيرستان التي أطلق عليها الجيش اسم «طريق النجاة» ستستمر لمدة ثمانية أسابيع على الأقل، وهي محددة لاجتثاث معاقل حركة طالبان في المنطقة ولاصطياد حكيم الله محسود رئيس الحركة والذي تتهمه إسلام آباد بأنه وراء سلسلة العمليات الانتحارية الدموية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي. وتابع أن هناك حوالي 1500 مقاتل أجبني من العرب والأزبك والطاجيك والتركمان ضمن قوات حركة طالبان في وزيرستان التي تقع في منطقة جبلية شمال غربي باكستان، بالقرب من منطقة الحدود مع أفغانستان. ووصف محللون أوامر الحكومة الباكستانية إلى الجيش باجتثاث قوات طالبان من وزيرستان بأنها «إعلان حرب شاملة» وطويلة المدى ضد الحركة، والتي قد تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين، موضحين أن طالبان ستسخدم المدنيين كدروع بشرية، كما أنها من ستطلق العنان لموجة جديدة من العمليات الانتحارية في الداخل «للضغط على أعصاب المدنيين الباكستانيين». وبحسب المحللين، فإن من السيناريوهات المتوقعة لعملية طريق النجاة أن تستدرج قوات الحركة الجيش إلى حرب عصابات استنزافية داخل المدينة، كما أن طالبان قد تلجأ إلى خيار الوساطة من قبل زعماء القبائل كسبا للوقت، لأنها ترغب في حلول فصل الشتاء، فيما سيحرص الجيش على إنهاء العملية خلال الفترة المحددة قبيل دخول فصل الشتاء وسقوط الثلوج، وهو الأمر الذي سيعيق حركة الجيش الذي يخوض الحرب في تضاريس جغرافية صعبة. ومن السيناريوهات أيضا أن يغادر عرب طالبان الذين يقدر عددهم 700 عربي من جنسيات مختلفة مواقعهم ويتجهوا إلى الحدود الأفغانية المتاخمة للاحتماء لدى حركة طالبان الأفغانية في حال اشتداد ضرواة المعارك. وواصلت القوات الباكستانية أمس قصف معاقل طالبان في وزيرستان لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى مقتل 30 ناشطا بحسب مسؤولين أمنيين. وقالت مصادر في الجيش إن القوات ترغب في محاصرة موقع رئيس الحركة حكيم الله محسود وقطع كل الطرق المؤدية إلى وزيرستان إلى كوتكاي، البلدة التي يتحدر منها زعيم طالبان. وتعتبر الاستخبارات الأمريكيةوالباكستانية منطقة جنوب وزيرستان والمناطق المحيطة بأنها «أخطر مناطق العالم». كما يعتقد الكثير من المحللين أن أسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة ونائبه أيمن الظواهري يختبئان فيها، رغم أن إسلام آباد تنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.