ما هو مستقبل الكتاب في زمن النشر الإلكتروني؟. سؤال طرحته «عكاظ» على ناشرين ومثقفين في المملكة والعالم العربي على هامش انطلاق مؤتمر الناشرين الأول في الرياض. ورغم سهولة السؤال إلا أن الإجابة عليه تفاوتت بشكل حاد بين رأي وآخر، حيث البعض رأي استمرارية الكتاب الورقي، فيما البعض الآخر اعتبر أن المستقبل للنشر الإلكتروني. ويرى الناشرون والمهتمون بصناعة الكتاب أن الشكل الورقي للكتاب ما زال ينافس على القارئ ويحظى باهتمامه ويرتاد معارضه ويقتنيه.وأكد المشاركون في سؤال «عكاظ» أن التطورات في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات، وتسارع المعلومات ساهمت في انتشار دعم النشر الإلكتروني بدلا من النشر الورقي (التقليدي)، الذي يفتقد إلى تقادم المعلومات في دورة صناعة المطبوع وصولا إلى القارئ لا سيما في مجال المعلومات العلمية المرتبطة بالتطورات. أمام هذه التفاوت في الآراء كان ثمة شبه إجماع على «صيغة للتعايش» بين الشكلين: الورقي والإلكتروني، حيث يكملان بعضهما البعض الآن وفي المستقبل. تنافس كبير بين الجانبين «هناك قضية مثارة حول النشر الإلكتروني والكتاب، لكن باعتقادي أن المؤشرات تؤكد أن الكتاب الورقي سيبقى وهناك تنافس كبير بين الجانبين. والكتاب الإلكتروني مكمل ومساند وامتداد للورقي في كل الأوقات». عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي السر في القراءة «ليس صحيحا أن النشر الإلكتروني له تأثير على الكتاب والقراء، بل على العكس كان سندا للكتاب الورقي، لكن السر يكمن في القراءة. لذا لا بد من مراجعة شاملة لأنفسنا وأسلوب التعاطي مع الكتاب». أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين الأقرب إلى الروح «مما لا شك فيه، أن النشر الإلكتروني في هذا الوقت أخذ مساحة كبيرة من وقت القارئ، مما أفقد الكتاب جزءا من مساحته، لكن يظل الكتاب المقروء الأقرب إلى الروح والأكثر تفاعلا مع النفس. لكننا لا ننكر مستقبل النشر الإلكتروني في ظل تقدم التقنية، والكتاب سيكون محور ارتكاز في الثقافة العربية والعالمية، جازما أن الكتاب الإلكتروني لن يلغي الكتاب المطبوع». أحمد قران الزهراني شاعر وعضو نادي جدة الأدبي المساحة الكبرى أمام القارئ «سيفقد الكتاب الورقي بريقة ورونقه في ظل عدم الاهتمام بدعم الكتب العلمية والعمل على نشرها، لذلك سيحتل الكتاب الإلكتروني المساحة الكبرى أمام القارئ، حيث لن يجد في ظل عدم تقديم تسهيلات لطباعة ونشر الكتب الورقية إلا هذا الشكل الإلكتروني لاستقاء المعلومات». د. احمد البنيان رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للغات والترجمة صالح لكل زمان ومكان «إن الكتاب صالح لكل زمان ومكان، ورغم سهولة النشر الإلكتروني يبقى الكتاب موجود بقوة في الأوساط الثقافية العربية. وهناك إقبال متزايد عليه. وأعتقد أنهما لا بد أن يكونا مكملين لبعضهما البعض وليسا متخاصمين». محمد مولدي صاحب دار نشر الوعي في الجزائر مميزات للطرفين «لا يلغي الكتاب الإلكتروني الكتاب الورقي هناك مميزات للطرفين. لا بد أن نرتقي في إيصال الكتاب الورقي وتحديث الأساليب في هذا المجال، وهذا من أهم الأمور التي لا بد أن نركز عليها في المستقبل لكي يبقى الكتاب الورقي حاضرا بقوة في معارض الكتاب وغيرها وهو سهل التنقل والقراءة». ماضي الماضي كاتب مئات دور النشر والمعارض «الكتاب الورقي مستمر وموجود بقوة والدليل وجود مئات دور النشر والمعارض والاهتمام بالكتاب أراه في تزايد، والنشر الإلكتروني لن يؤثر بشكل كبير عليه، لكن لا بد من فتح المجال أكبر للكتاب العربي للانتشار والتحدث في العديد من القضايا لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من القراء لاقتنائه». بشار شبارو أمين سر جمعية الناشرين اللبنانيين لن يؤثر أبدا «النشر الإلكتروني لن يؤثر على الكتاب أبدا، لأن الكتاب يظل له رونقه وطعمه الخاص في القراءة. وأن اتحاد الناشرين العرب يتعاون مع اتحاد الناشرين الإلكترونيين العرب، وهناك تعاون وتعامل في العديد من القضايا التي تهم المؤلفين والناشرين العرب. ومما لا شك فيها أن الكتابين الورقي والإلكتروني يكملان بعضهما البعض». الحاج ضو رئيس اتحاد الناشرين في ليبيا الأقرب إلى المثقف «دائما يدرج أن كل ما هو جديد سيلغي ما قبله، والكتاب سيظل هو المسيطر على المثقف، والنشر الإلكتروني يظل له وضعه الخاص في التعامل معه حتى تحصل على المعلومة، بينما الكتاب يظل صديقا حميما للقارئ في أي مكان يريد. وهنا نقول: إن الكتاب يملك الاستقرار وهو أقرب إلى المثقف من غيره». د. عبد المحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي الارتجالية والضعف الفني «الكتاب الورقي يعاني من الارتجالية والضعف الفني، وهذه تفقده التشويق والتسويق الجيد. كما أن هناك ضعفا إلى حد الفشل في التسويق، ومن الدلائل على فشلنا في التسويق، انصراف عدد من المؤلفين السعوديين عن الطباعة في المملكة وهجرتهم إلى دول أخرى لطباعة أعمالهم، التي تخرج أحيانا بطباعة سيئة تدفع بالقارئ للتوجه نحو الكتاب الإلكتروني». د. عبد الله الحيدري أستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الغريب في الزمن المقبل الكتاب الورقي لم يعد وحيدا على الساحة، بل ظهرت وسائط عديدة منافسة كالكتاب المسموع والكتاب الإلكتروني. لكني أتصور أن الكتاب سيظل إلى أمد طويل إلى أن ينقرض الجيل الذي تعامل وألفه، وحتما سيكون الكتاب غريبا في الزمن المقبل». أحمد المساعد رئيس نادي الباحة الأدبي كل له سياق الجيل الذي كبر على رائحة الورق، لا أعتقد أنه سيجد متعة في القراءة عن طريق النشر الإلكتروني. وهذا لا يقلل من شأنه بل إن له قراء وهم كثر. ومن المؤكد أن الكتاب الورقي يعطي عمق المعرفة والتأمل، في حين أن الكتاب الإلكتروني أو النشر الإلكتروني يعطي فكرة عن الموضوع ولا يمكن للقارئ التعمق في دراسة الكتاب لصعوبة الجلوس على شاشة الكمبيوتر من ناحية صحية لوقت طويل». سعد بن عبد الله المليص رئيس نادي الباحة الأدبي سابقا