مسلسل فضائح الاحتلال لا ينتهي، بل أصبحت الانتهاكات اللا أخلاقية مكونا رئيسيا من سلوكه، فمن فضيحة سرقة الأعضاء وبيعها في الخارج إلى فضيحة أخرى لا تقل عن بشاعة الأولى ودونيتها. الفضيحة كشفتها أسيرة فلسطينية محررة، إذ أكدت أن السجانين الإسرائيليين في سجون الاحتلال يجبرون الأسيرات الفلسطينيات على التفتيش الشخصي والجلوس في وضع القرفصاء أثناء عمليات تفتيش ومداهمة متواصلة، ما سبب للأسيرات أزمات وصدمات نفسية متواصلة . وتصف صابرين أبو عمارة، التي أطلق سراحها بعد سجن لمدة 6 سنوات، التفتيش المفاجئ لهن، ما دفع السجينات إلى كسر جدار الصمت والحديث عن الممارسات الشاذة لسلطات الاحتلال في المعتقلات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إحدى هذه العمليات تمت قبل مغادرتها السجن بأيام، حيث هاجم الحراس من رجال ونساء السجينات للتفتيش الشخصي. وقالت: بعد أن اقتحموا غرفنا قيدوا أيدينا وأجبرتنا إحدى السجانات على الدخول إلى حمام صغير بدون باب إلا من ستارة بلاستيكية بينما ينظر إلينا الحراس الرجال وطلبت منا أن نخلع ملابسنا فرفضنا، غير أنهم طالبوا الأسيرات الفلسطينيات بالجلوس القرفصاء وهن عاريات بينما أقدمت سجانات على فحص أماكن حساسة في أجسامهن، والسجانون من الرجال ما زالوا في الغرفة ينظرون إليهن ولا يفصلهم عن الأسيرات الفلسطينيات سوى حاجز بلاستيكي رقيق، مؤكدة أن الحادث أصاب الأسيرات بصدمات نفسية وذهول بطريقة غير مسبوقة. وأضافت استغرق الأمر وقتا طويلا للأسيرات للتحدث علنا، وبعضهن لا يزال في حالة إنكار، وقالت إن معظمهن مرعوبات من رد فعل يمكن التنبؤ به من مجتمعهن المحافظ. وتضيف المحررة صابرين: لا يزال لدي كوابيس كثيرة وأستيقظ وانا في حالة عرق بارد متخيلة أن الجنود الإسرائيليين سيأتون إلى غرفتي لتجريدي من ملابسي. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت إن أسيرة فلسطينية من سجن هشارون تقدمت بشكوى ضد أحد السجانين بأنه مارس بحقها أفعالا مشينة، وادعت الصحيفة أنه جرى تسريح الجندي في إجازة إجبارية حتى نهاية التحقيق، وفي المقابل جرى نقل الأسيرة إلى سجن آخر. وقد فتحت وحدة التحقيق مع السجانين في الشرطة تحقيقا في الحادث، وجرى التحقيق مع السجان إلا أنه نفى التهم الموجهة إليه وفي النهاية تم إطلاق سراحه.