استمعت مع كثيرين إلى أغنية محمد عبده المعنونة «بركن الشهادتين»، لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وهي أغنية مثيرة للجدل قبل، وبعد عرضها على محطة إذاعة (MBCfm) الواسعة الانتشار في أول يوم من شهر رمضان، علما أني متابع لكثير من الأناشيد والابتهالات الدينية، وفي رأيي أن الأغنية كانت دون المستوى شعرا، و «موسقة» ولم تعط من الاهتمام التشاوري ما يليق بمطلعها وهو كلمة التوحيد، وشهادة أن محمدا رسول الله، والجملتان هما ركن الإسلام الأول، ومفتاح الاستسلام لله، والإذعان له بالطاعة، وعمود ومبنى العقيدة، ولهما جذر في قلب كل مسلم، فالأغنية لحنا، وموسيقى، وكلمات لم تقدم أكثر من سطحية النظم الضعيف بعد الشهادتين، واستجداء، أو حتى اغتصاب العمل اغتصابا لأن المنظومة الشعرية لم تكن مما يغنى على الإطلاق. نجمان مؤثران أحدهما في دائرة الوعظ المنفتح، والآخر في الموسيقى والتطريب المحبب اجتمعا في عمل كان يجب أن يليق بنجوميتهما، ويجمع محبي الفنون حولهما، وكان جديرا بهما عدم الارتجال، وتسطيح المعاني، والموسيقى اللحنية للنشيد، للمستوى المدرسي. إذا كان الأمر يعتمد على النجومية، وعلى تقبل جمهور النجمين فأنا واحد من جماهيرهما، ولكني أقف ضد التسطيح، واستغلال روحانية الشهادتين في عمل تجاري بهذا الشكل، وإذا كان لهما أن يعملا عملا غنائيا لوجه الله فنحن نرحب به، لكن هذا العمل مهما عظم لا يجب أن يستعمل ركن الشهادة عنوانا له، لأن ركن الشهادة له جذر وجداني في قلب كل مسلم، ولو ورد في أغنية، أو ابتهال فيجب أن يأخذ حقه في الكلمة، واللحن، والمعنى لأنه جانب من جوانب الدعوة العظيمة. شخصيا سأنظر لما حدث بحسن النية فليس كل مجتهد مصيبا، وقد تكون هفوة فنان عليه أن يعالجها باختيار شعر أفضل يستشير حوله أساطين الشعر، ولحن يليق باسمه، وبموضوعه، فمحمد عبده رجل متدين، ولكنه ليس ضليعا بعلوم الدين، وفلسفات الروح، وكان جديرا به أن يستشير في الأمر لأنه متعلق بالعقيدة، ولعل الفنان يعلم أن فنانين مثله وقبله مثل أم كلثوم يعطون الكلمات لخبراء في الشعر، وعلوم الدين لتأكيد صلاحيتها للغناء لجماهير عامة. «ليس كل مجتهد مصيبا» ونرجو الله أن يغفر زلاتنا، وأن يوفق محمد عبده لاجتهاد قادم مدروس يعوض ما فاته، وأن يراعي أن من متلقيه الذين أدمنوا على موسيقاه عقولا واعية يحسن به أن يضعهم المؤشر لتربعه على قمة الطرب السعودي، وأن لا يقلل من وعي جماهيره العريضة، وأن يعطي كل متخصص في علوم الفكر والدين ما يستحق فأخطاؤه في الآونة الأخيرة كثرت بسبب «الميانة» (من كلمة يمون) على التخصصات الأخرى وعلى الجمهور، وكان سابقا حكيم الفنانين الذي صقلته التجارب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة