في الألبوم الجديد لفناننا الكبير الراحل طلال مدّاح يتجدّد الموعد مع (الفن الجديد)، فيقدم الراحل في هذا الألبوم مجموعة رائعة -كالعادة- من الألحان والكلمات المميزة، التي تضيف لأغنيتنا السعودية رونقاً جديداً، وإضافات فنية تُسجل لتاريخ هذا الفنان المبدع الذي هو بلا شك (كبير) الأغنية السعودية ومجدّدها، والذي بالفعل يُطربنا في كل ما قدمه في مشواره الطويل مع الفن والأنغام والإبداع. في ألبوم “لا توحشونا” الذي طُرح قبل أيام وضم 8 أغنيات جديدة، يجدّد لنا الراحل الكبير إبداعات (الكبار) سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل وسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، ومع ألحانه، وأيضاً مع ألحان عبدالرب إدريس، ويقدم لنا شاعراً متميزاً كنا نتوقع له (في يوم من الأيام) أن تكون له مكانة كبيرة يستحقها نظير موهبته الرائعة مع الكلمة الغنائية هو الشاعر فوزي فنتيانة الذي يغني له طلال في هذا الألبوم أغنية فيها صورة شعرية مميزة بعنوان “أقّر أنا واعترف.. وأبصم بإبهامي”، ولكن هذا الشاعر الجميل اختفى عن الساحة مع كثرة وتوالد (شعراء الشيكات) الذين شغلوا فنانينا وأبعدوا أهل الموهبة الصحيحة، ولكن كعادته يعيد لنا الراحل الكبير هذه الأسماء الرائعة التي تستحق الإشادة. وفي أغنية “لا توحشونا” موسيقى جديدة.. إيقاعات غير مألوفة.. كلمات فيها مضمون ومعنى ومغزى، ومن خلال هذه الأغنية يفرض طلال مدّاح اسمه ك “أستاذ” للأغنية السعودية، حتى لو عرفنا أن هذه الأغنية تم تسجيلها قبل حوالى 15 سنة! إذن لا جديد.. عندما نقول ونؤكد أن الراحل الكبير سبق عصره بسنوات. * * * كتب زميلنا كاتب الحبر الأصفر في “الأربعاء” الاستاذ أحمد العرفج الأسبوع الماضي مقالة جميلة عن السيدة الشاعرة ثريا قابل وعن الراحلين فوزي محسون وصالح جلال (يرحمهما الله)، فأعادنا وذكّرنا بأيام “الطرب الأصيل”، وذكريات الأغنية الحجازية وجمالها المفقود إلى هذا اليوم. ولا غبار أن هؤلاء الثلاثة لهم الريادة والفضل في إمتاعنا بأجمل وأعذب الكلمات والألحان التي لا زال صدى الكثير منها (خالداً) في دواخل كل عشاق الفن الأصيل، لأنهم (وأضيف معهم الأستاذ طلال مدّاح) كان كل همّهم هو تقديم الفن الأصيل والحفاظ عليه، ولذلك سيبقى فنهم وإبداعهم الذي سطّروه بإحساسهم، وليس لأحد فضل فيه عليهم، وسيبقى ما بقي التاريخ. ولهذا كنت أتمنى من الزميل الاستاذ العرفج الابتعاد عن (المجاملة) وهو يكتب عن رائدة كبيرة، فعندما يقول في مقالته: “أشكر المطرب القدير محمد عبده حيث صدح بأغنية جميلة معنى ومبنى من كلمات استاذتنا الشاعرة ثريا قابل فأعاد شيئا من وهج المفردة الحجازية حيث (موسق) بحنجرته كلمات ثريا”، فهذه مجاملة ومغالطة للواقع لأن عبده لم يعد شيئاً من وهج الأغنية الحجازية بل العكس، والمعروف في وسطنا الفني أيها الزميل العزيز أن محمد عبده هو الذي أنكر فضل الكلمة الحجازية عليه، بل إنه في يوم من الأيام وصفها بأنها “انتهت”، وحتى انه ابتعد وترك استاذه ومعلمه المبدع الكبير إبراهيم خفاجي ولم يغنِ من كلماته منذ سنوات طويلة بسبب تلك الحجة الواهية عن الكلمة الحجازية الأصيلة! ولم يكتفِ الزميل العرفج بهذه “المجاملة” فقط، فختم مقالته بشكل لا يليق بشاعرة وأديبة كبيرة في مكانة أستاذتنا ثريا قابل، فقال: “شكراً يا ثريا وشكرا يا أبا نورة لأنك ذكّرتنا بشاعرة مبدعة كاد أن يطويها النسيان!”، فصدقني يا أخي أحمد أن ثريا وأمثالها من الكبار لا يطويها النسيان، فأعمالها وإبداعاتها كفيلة بأن تسكن أبواب التاريخ، ولكن لو جئت للواقع الصحيح، فإنني أرى أن جملتك تصبح صحيحة لو عكسناها!. إحساس توحشني وإنت بجنبي واشتاق لك لو تغيب وأحسد عليك حتى نفسي وأخشى يمسّك غريب