أنا فتاة عمري 21 عاما، أدرس في الجامعة ومتفوقة في دراستي، ولدي رغبة قوية في تغيير نفسي، وأعاني من مشكلة واحدة تؤرقني كثيرا في حياتي، فأنا أتكلم مع شاب عبر الهاتف لشعوري بأن لا أحد يفهمني، ويحس بما أعانيه، ولرغبة أخرى لا أستطيع البوح بها، فقد حاولت كثيرا أن أترك هذا الطريق ولكن باءت محاولاتي بالفشل، أريد أن أتزوج حتى أترك هذا الأمر، ولكن كلما تقدم أحد لخطبتي رفضه أهلي لسبب أو لآخر، وجوابهم لا يناسبك، مع علمي بأن أهلي أدرى بما ينفعني، وهم لا يريدون لي إلا الخير، ولكني أخشى على نفسي من الوقوع في ما حرمه الله، ولا أحد يعلم بما أعانيه وأخشى أن يتقدم بي العمر ولم يجد أهلي لي العريس المناسب، وكلما خطبت إحدى قريباتي أو صديقاتي شعرت بخيبة أمل كبيرة، كما ينتابني الشعور بالنقص، وأكره كل من حولي وأنطوي على نفسي وأبكي لفترة ثم أعود كما كنت، أرجوك ساعدني لترك هذا الطريق قبل فوات الأوان. (ي .ص) أخشى أن يكون السبب الذي لم تبوحي به يتعلق بعلاقة غير سوية مع الشاب على الهاتف، لأن مثل هذه العلاقات هي التي تجعل ترك المكالمات أمرا صعبا، لا لأنه صعب بل لأن المتعة الحاصلة من المكالمات مع الشاب هي التي تعقد الأمور، فإن كنت تفعلين ذلك فتذكري أن بعض الشباب ربما سجلوا على الفتاة ما يحدث بينهما ويمارسون بعد ذلك أسوأ أشكال الابتزاز، وعندها تجد الفتاة نفسها مدفوعة نحو ما هو أسوأ من مجرد المكالمات والممارسات الخاطئة على الهاتف، قد يكون الزواج في تصورك هو الحل لهذه المشكلة، ولكني أخشى أن تطول المدة، وعندها يخشى أن تتعقد الأمور وتضعفي أمام أي تقاعس من زوجك عن أدائه لواجبه نحوك، حل المشكلة إذن ليس دائما بالزواج، وإن كان الزواج أمرا مهما لحل مثل هذه المشكلات، والحل الحقيقي يكمن في تركها، وإن سألت كيف؟، فأنا على يقين من أنك تملكين إرادة تحتاج لتقوية، وحاولي أن لا تبحثي عن شماعات تعلقي عليها ضعفك أمام شهوتك، مع يقيني أننا جميعا نضعف أمام رغباتنا ولكننا نختلف في مدى بقائنا مع هذا الضعف، والأمر الآخر أن الضعف مع أنه سمة للبشر، وكذلك الخطأ، إلا أننا نستطيع أن نقوي إرادتنا بأساليب متعددة، منها أن تتذكري أن الطريق الذي تسيرين فيه طريق محفوف بالمخاطر، وقد تنجرفين لما هو أسوأ من ذلك مع هذا الشاب، وما عليك إلا أن تتذكري أنك ربما تضبطين وعندها تخيلي كيف ستكون صورتك أمام أهلك؟ وكيف ستكون ثقتهم بك؟ وكيف سينظرون إليك؟ وتذكري أيضا أن هذا الشاب ربما زاد ضغطه عليك واستدرجك لمتعة أكبر، وتصوري أنك ضبطت معه من قبل أحد أقاربك أو أهلك، وتصوري أنه هو نفسه قام بتسجيل صوتك وربما صورتك في لحظات ضعف معينة واستغلها ليضغط عليك لتلبي له ما يريد، فما الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور عندها، وهل سيبقى من يفكر في الاقتراب منك لطلب الزواج منك؟ وهل يستحق أهلك منك كل هذه المغامرات التي ستؤول في النهاية إلى فضيحة في الدنيا أو سلوك غير صحي وغير سليم وربما ترك أثره السلبي عليك حتى بعد زواجك؟ تذكري كل هذا وتوقفي عند ما هو أسوأ من ذلك وهو المتعلق بعلاقتك مع الخالق، الذي سترك حتى الآن دون فضائح، عودي لتقوي العلاقة مع الله قومي ليلك ولو بركعتين والجئي للخالق بدعاء المضطر واطلبي منه العون، واملئي وقتك في النهار بما ينفع، ولا تتركي نفسك للفراغ ينهش أفكارك، انضمي لأنشطة أسرتك وبعض أقاربك، ولتكن أنشطة تملأ الوقت بما يفيد، واجعلي وقت فراغك مملوء بالقراءة والأنشطة الجسدية والاجتماعية.. وعندها ستجدين نفسك قد ابتعدت عن هذا النوع من الممارسات.