• أبلغ من العمر 20 عاما، تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وبعد فترة تحولت علاقتنا إلى علاقة حب متبادل من الطرفين، ورغم سعادتي إلا أني اكتشفت أنه مطلق ولديه بنت ويتمنى أن يتزوج بي، وأخبرته أن أهلي لن يقبلوا برجل مطلق ولديه ابنة، ومع ذلك استمرت علاقتنا، ولم أفق من غيبوبتي إلا عندما قال لي أن والدته تلح عليه بأن يتصالح مع زوجته وان يعيدها إلى مسكنها حتى تعيش مع طفلتها، وأنه يخشى من غضب أمه، حينها قررت أن اقطع علاقتي به وأبلغته بذلك لأنني لا أريد أن أكون سببا في حدوث أية مشكلة له مع زوجته أو مع والدته، وقطعت علاقتي معه، ولم أعد أكلمه أو اتصل به، لكنه استمر في اتصالاته رغم عدم الرد عليه في كثير من الأحيان والمرات القليلة التي أرد فيها على مكالماته أكون قد وصلت إلى قمة الضعف الإنساني بسبب الحب، وحالما انتهي من مكالمتي أكره نفسي وأكره ضعفي، وأحس أنني قد عصيت ربي وقبلها ضميري، ورغم محاولاتي في الابتعاد عنه لكنه ما زال مسيطر على كل تفكيري حتى بلغت مرحلة الاكتئاب، ولأني بت أخشى أن تتطور الأمور وأجد نفسي بلا عقل كيف أنساه وكيف اطرده من حياتي كلها؟ سناء جدة الحل بيدك يا ابنتي، والواضح أن نقاء فطرتك يقودك إليه، بل إنك مارست هذا الحل أكثر من مرة، فقد انقطعت عن هذا الرجل بقرار شخصي منك، ودون مشورة أحد، والحل بيدك حينما كنت تحسين بالحقارة، أو بعصيان ربك، أو حين كنت ترجينه مرارا وتكرارا بأن لا يتصل بك، وحين كان ضميرك يؤنبك، في كل هذه المواقف كنت تمارسين الصواب، لقناعتك بأن ما تفعلينه خاطئ وغير صحيح، وما أود تنبيهك إليه ينحصر فقط في ممارسات هذا الرجل، وهي ممارسات خادعة تنخدع بها الكثيرات ممن هن في مثل عمرك وقلة خبرتك بالرجال، وكل ما أرجوه منك هو العودة إلى تسلسل الأحداث وعندها ستقتنعين تماما بأنه رجل محتال وغير صادق ومتناقض مع نفسه، فهو لم يتحدث عن الجانب الذي ينفرك منه في البداية، وإنما بقي صامتا حتى أوقعك في شباكه، ثم أخبرك بأنه مطلق، وبطبيعة الحال لم يكن بمقدورك معرفة الحقيقة، تماما كما أنت عليه الآن لسبب واحد يكمن في أنه هو مصدر المعلومات الوحيد لك، ولا يمكنك التثبت من مصدر آخر، ولا يمكنك التأكد حتى الآن مما إذا كانت أمه هي التي ألحت عليه بإعادة زوجته التي لا ندري إن كانت مطلقة أم لا، ولا ندري ما إذا كان متزوجا أساسا، كل هذه المعلومات التي أقنعك بأنها حقائق لا تدري ما إذا كانت كذلك أم أنها جملة من الأكاذيب، التي لا أساس لها من الصحة، وكيف تثقين برجل تارة يظهر نفسه على أنه البار بأمه والذي لا يريد أن يعصي لها أمرا، وتارة أخرى يعصي ربه حين يربط قلب فتاة به، كيف يستقيم مثل هذا التناقض؟ إن كنت يا ابنتي تريدين الحل فالحل بيدك وكما قلت لك أنت من مارسه عدة مرات، كل ما أنت بحاجة إليه هو الثبات على هذا الحل، لأن هذا الرجل محتال في أسوأ الحالات، وكذاب في أحسنها، وبالمجمل فهو لا يريد أن يتزوج منك ولا يريد أن يستقيم هو يريد أن يراوغ وإن تمكن من الحصول عليك وأخذ ما يود أمثاله أن يأخذه منك سيرميك تحت ذريعة أخرى، وإلا فلماذا يستمر بملاحقتك وهو الذي يعيش مع زوجة وطفلة وفي الوقت نفسه لا يريد التقدم لخطبتك، ولو فعل وخطبك فأنت على يقين من أن أهلك لن يوافقوا عليه، إذا أنت أمام طريق مسدود من الجهتين، من جهته، ومن جهة أهلك، فهل من الحكمة التعلق به أكثر أو بمعنى أصح التعلق بالسراب أكثر؟ غيري رقم جوالك والغي بريدك الإلكتروني، وأغلقي هذا الملف قبل أن تقعي بما هو أسوأ من ذلك، وأنا على يقين من قدرتك على ذلك متمنيا لك الثبات والصلاح والاستقامة.