بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبنفوس مثقلة بالحزن والأسى، نودع اليوم رجلًا نادر الوجود، الوجيه والشيخ عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن العواد. رجلٌ عاش حياته متجسدًا لمعاني العطاء والإحسان، تاركًا أثرًا خالدًا في قلوب الجميع. رجل معطاء كان الشيخ عبد اللطيف نموذجًا حيًا للعطاء بلا حدود. لم يتوانَ يومًا عن مد يد العون لكل محتاج، ولم يعرف قلبه معنى البخل أو التردد في فعل الخير. بنى المساجد في كل مكان، جاعلًا من بيوت الله منارات للهدى والإيمان. كانت أعماله الخيرية لا تتوقف عند حدود معينة، بل كانت تمتد لتشمل كل من يحتاج إلى المساعدة، سواء كان قريبًا أو بعيدًا. رجل إحسان عُرف الشيخ عبد اللطيف بإحسانه الذي لم يكن يقتصر على الماديات فقط، بل شمل أيضًا إحسانه في المعاملة والكلام. كان قريبًا من الجميع، يستمع لمشاكلهم ويقف بجانبهم في أوقات الشدة والرخاء. لم يكن يميز بين غني وفقير، بل كان يعتبر الجميع إخوة له، يقف إلى جانبهم ويساندهم بكل ما أوتي من قوة. مجموعة إنسان يمكننا بكل صدق أن نصف الشيخ عبد اللطيف بأنه «مجموعة إنسان». كان كرمًا متجسدًا، وجودًا لا ينضب، وتعاملًا راقيًا. لم يكن يترك فرصة لصلة الرحم إلا واستغلها، محققًا بذلك معنى الأسرة الكبيرة التي يجمعها الحب والتراحم. كان يحترم الكبير ويعطف على الصغير، متبعًا بذلك تعاليم دينه الحنيف وقيم المجتمع النبيلة. الكرم والجود لم يكن كرم الشيخ عبد اللطيف مقتصرًا على العطاء المادي فحسب، بل كان يمتد إلى كل جوانب حياته. كان جوده يظهر في استقباله للضيوف بترحاب واسع، وفي دعمه للمبادرات الخيرية والمجتمعية كان بيته وديوانياته مفتوحة للجميع، وقلبه يسع كل من طرق بابه. التعامل وصلة الرحم من خلال تعامله الراقي وصلة رحمه المستمرة، استطاع الشيخ عبد اللطيف أن يكون قدوة ومثالًا يحتذى به. كان يزور أقرباءه بانتظام، ويحرص على حضور المناسبات العائلية، سواء كانت أفراحًا أم أتراحًا. كان يعتبر ذلك واجبًا دينيًا وأخلاقيًا لا يمكن التهاون فيه. ختامًا برحيل الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن العواد، فقدنا رجلًا نادر الوجود، وأيقونة للعطاء والإحسان. سيظل ذكره خالدًا في قلوبنا وأعماله الخيرية شاهدًا على عظمته. نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.