أخبار سارة على ضفتي المحيط الأطلسي في شأن اللقاح المنتظر لفايروس كورونا الجديد. ففي لندن، تبدأ اليوم (الأربعاء) أول تجارب سريرية على اللقاح الثاني الجاري تصنيعه في بريطانيا. ويقول العلماء الذين يقومون بتطويره إن جرعته لن تكلف الشخص أكثر من ثلاثة جنيهات إسترلينية (14 ريالاً)، إذا ثبتت فعاليته. وقال علماء جامعة كينغز كزليدج في لندن إنهم سيبدأون بتجربة اللقاح على 120 متطوعاً، لمعرفة مدى مأمونيته. وقال المشرف على تطوير اللقاح البروفيسور روبن شاتوك إن الميزانية التي رصدت للقاح تبلغ 200 مليون جنيه. وإذا نجحت التجربة السريرية الأولى، فستجرى تجربة ثانية على 6 آلاف متطوع. لكن شاتوك حذر من أن اللقاح لن يكون جاهزاً للاستخدام قبل حلول سنة 2021، إذا مضت كل الخطط كما هو مرسوم لها. وقامت جامعة أكسفورد بتطوير لقاح آخر، قال علماؤها إنه سيكون متاحاً بحلول سبتمبر القادم. وأوضح البروفيسور شاتوك لصحيفة «التايمز» أمس (الثلاثاء) أن التمويل الحكومي يتيح للجامعة إنتاج 5 ملايين جرعة، بسعر زهيد جداً. وأضاف أن الجامعة ستتنازل عن حقوق ملكية اللقاح لبريطانيا والبلدان ذات الدخل المتدني. ويتفق اللقاحان على إنتاج «الأشواك» البروتينية التي تظهر على سطح فايروس كورونا الجديد، بحيث ينخدع ويتجه نحوها داخل الجسم. لكنهما يختلفان على الطريقة التي يتحقق بها الغرض المنشود من ذلك. ففي جامعة كينغز كوليدج يعمل العلماء على توصيل مادة RNA المأخوذة من الفايروس نفسه لتقوم ببرمجة الخلايا داخل الجسم، لتنتج تلك الأشواك البروتينية الدهنية. لكن علماء أكسفورد قاموا بهندسة مورثات فايروس يشبه فايروس كورونا الجديد، ولديه نفس الأشواك البروتينية على سطحه، ما سيجعل الفايروس الدخيل غير قادر على إصابة الإنسان بالعدوى. وتدفع تلك الأشواك الروتينية البارزة الجسم على إنتاج أجسام مضادة قادرة على مهاجمة فايروس كورونا الجديد، وتدميره. على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، قال الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا الأمريكية سيتفان بانسيل، لتلفزيون بلومبيرغ (الإثنين)، إن لقاح كوفيد-19 الذي طورته الشركة قد يكون متاحاً بحلول نهاية نوفمبر. وأوضح أن اللقاح يمر حالياً بتجاربه السريرية من المرحلة الثانية. وستبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة على نحو 30 ألف شخص الشهر القادم. وتوقع باسيل أنه نظراً لتأني هيئة الغذاء والدواء في فسح الأدوية واللقاحات الجديدة، فقد تعمد إلى منح الشركة إذناً مؤقتاً لاستخدام مصلها الجديد على الأشخاص المصنفين ضمن الأشد تعرضاً للمخاطر. وأوضح باسيل أن الهم الأول لموديرنا هو منع الإصابة بمرض كوفيد-19، وليس العدوى نفسها، «لأن الناس يموتون بالمرض نفسه، وليس العدوى وحدها». وشدد على أن فرقاً من الشركة تعمل حالياً على وضع «سعر عادل» للقاح، ليكون بمتناول الجميع. لكنه قال أيضاً: «اللقاحات لا تُعطى مجاناً». وأشار بانسيل إلى أن مدير المركز الأمريكي للحساسية والأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي أبلغه بأنهم في سياق البحث عن لقاح لفايروس مرض «سارس»، استغرقوا 20 شهراً في فك الشيفرة الوراثية للفايروس، قبل بدء التجارب السريرية. وأضاف أنه في حالة موديرنا، فإن الأمر استغرق 63 يوماً فقط من فك ألغاز الخريطة الوراثية للفايروس إلى بدء حقن المتطوعين باللقاح الجديد.